نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن متحدث باسم منظمة الطيران المدني الأحد قوله إن الرحلات الجوية سوف تلغى بدءا من مساء اليوم حتى صباح غد الاثنين، في حين قدمت واشنطن عرضا لإسرائيل للامتناع عن استهداف مواقع إيرانية معينة، كما يتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى الولايات المتحدة لبحث التصعيد مع إيران، وسط ترقب لرد إسرائيلي.
ونُقل عن المتحدث باسم منظمة الطيران المدني قوله إن الرحلات الجوية من المطارات الإيرانية سوف تلغى بدءا من الساعة التاسعة مساء اليوم الأحد حتى السادسة من صباح غد الاثنين بالتوقيت المحلي.
وأضاف أن إلغاء الرحلات الجوية يأتي بسبب القيود التشغيلية، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وكانت وكالة الأناضول نقلت عن مسؤول أمني إيراني قوله إن بلاده تتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي المحتمل على إيران محدودا، ولا يستهدف مركزا سياسيا أو عسكريا أو اقتصاديا مُهما وإستراتيجيا.
وأردف “إيران تعتقد أن الرد الإسرائيلي سيكون محدودا وصغير الحجم، وإسرائيل لن تتجاوز خطوط إيران الحمراء أمنيا ولن تتجاوز حدود الصبر”.
وتابع أن بعد الهجوم المحتمل، يمكن للإسرائيليين أن يزعموا أنهم لم يتركوا الهجوم الإيراني دون رد، ومن ناحية أخرى، يمكنهم إطلاق دعاية إعلامية عالمية والإيحاء بأنهم ضربوا هدفا مُهما في إيران، وفق تعبيره.
استعداد إيراني
من جانبه، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن الهجوم الصاروخي على إسرائيل مطلع الشهر الجاري كان بهدف كبح وحشيتها ومنعها من توسيع جرائمها في المنطقة، وفق وصفه.
وأضاف أن العملية تمت وفقا لميثاق الأمم المتحدة بضرب الأهداف العسكرية فقط، قائلا “الدول الغربية وأميركا تطالبنا بضبط النفس بدلا من إدانة الجرائم الإرهابية للكيان الصهيوني”.
وأوضح أن طهران امتنعت عن رد فوري على عملية اغتيال الشهيد إسماعيل هنية على أمل نجاح جهود وقف إطلاق النار.
كما قال قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم الموسوي إن طهران تفعل كل ما تقوله وقد تتحمل في وقت من الأوقات ما سماها بـ”مرارة ضبط النفس”، مؤكدا أنها ستتحرك وتردّ حين تطالها اعتداءات.
وأكد أن أي رد فعل من إسرائيل على الهجوم الذي استهدفها الثلاثاء سيواجَه برد أقوى وأكثر تدميرا.
من جهته، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني إن جميع الأجهزة تتمتع بالجاهزية القتالية والدفاعية للتصدي لأي تهديد.
وأضاف أن أي تهديد ضد إيران سيواجه برد قاس وسريع دون تساهل، وفق وصفه.
مناقشات إضافية
بالمقابل، قالت القناة 13 الإسرائيلية إن غالانت سيبحث في واشنطن الأربعاء المقبل التصعيد مع إيران والتعاون الأمني مع الولايات المتحدة.
ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصدر إسرائيلي رفيع قوله إن تل أبيب لا تريد حرب استنزاف طويلة مع إيران، مضيفا أن الرد سيجعلها تعيد التفكير في رغبتها بالدخول في مواجهة طويلة، بحسب قوله.
بدورها، نقلت هيئة البث عن مصدر إسرائيلي قوله إن قيادة الجيش العليا تعقد مناقشات إضافية لخطط الرد المحتمل على إيران، مضيفا أن “الرد سيكون قاسيا”.
وأضافت أن قائد القيادة الأميركية الوسطى اطلع على استعدادات الجيش الإسرائيلي للرد على إيران، وأن الإدارة الأميركية عرضت على إسرائيل حزمة تعويضات ودعما دبلوماسيا ومساعدات عسكرية إضافية إذا امتنعت عن مهاجمة أهداف إيرانية معينة.
ويتصاعد التوتر بعدما شنّت طهران الثلاثاء الماضي هجوما صاروخيا واسعا على إسرائيل، قالت إنه جاء انتقاما لاغتيال هنية في طهران يوم 31 يوليو/تموز الماضي في ضربة نُسبت إلى إسرائيل، واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارة إسرائيلية يوم 27 سبتمبر/أيلول الماضي قتل فيها أيضا مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني.