تستمر صحف ومجلات عالمية في تخصيص مساحة كبيرة لذكرى أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الأولى (طوفان الأقصى)، حيث سلطت مجلة الضوء على التحديات التي تواجه إسرائيل، وأبرزت صحيفة استمرار هروب مسؤوليها من التحقيق في إخفاقات هذا اليوم.
وأشار تقرير في مجلة “إيكونومست” إلى الانقسامات الداخلية في إسرائيل والناجمة عن إخفاقات ذلك اليوم، كما لفت إلى كيفية تعامل الاحتلال مع الحروب المتعددة والمتشابكة التي يخوضها حاليًا.
وأضاف التقرير أن هذه الحروب تمثل تحديات هائلة أمام إسرائيل، خاصة في ظل تعقّد الأوضاع، وأشار إلى أن قيادة تلك الحروب نحو نهاية حاسمة تظل مسألة غامضة، خاصة مع تعدد جبهات القتال.
في حين سلط مقال للكاتب “ألوف بن” في صحيفة الغارديان البريطانية الضوء على المعضلة التي يواجهها الليبراليون في المجتمع الإسرائيلي، فهم يدعمون الحرب على قطاع غزة لكنهم يعارضون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يقود تلك الحرب ويرفض وقفها رغم الضغوط.
وأضاف ألوف بن أن قضية الرهائن تشكل نقطة انقسام بين الإسرائيليين بدلاً من أن تكون عاملا موحدًا، وأكد أن هذا الانقسام قد يستمر حتى بعد حلّ قضية الرهائن.
انتصارات مؤقتة
وفي “واشنطن بوست”، يرى ديفيد إغناتيوس أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على مدى عام غيّرت كثيرًا من الأمور باستثناء قابلية المنطقة للحروب، وأشار إلى أن انتصارات إسرائيل السابقة كانت مؤقتة وتُعد محطات قبل اندلاع حرب جديدة.
وأوضح الكاتب أن مشاهد وجوه الفلسطينيين وسكان شمال لبنان والإسرائيليين توحي بأنهم لا ينسون ما يمرون به، وأن تفكيرهم في الحرب المقبلة حاضر حتى أثناء خوضهم الحرب الحالية.
ودعا مقال في “هآرتس” الإسرائيلية إلى جعل السابع من أكتوبر/تشرين الأول يومًا للغضب وليس للاحتفاء، وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تخلت عن مواطنيها وتشن حروبًا بلا نهاية، مما تسبب في كوارث بغزة، وجعل إسرائيل دولة منبوذة.
كما انتقد المقال الإعلام الإسرائيلي لعدم نقله حجم الدمار الذي تسبب فيه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، مما يزيد من حالة اليأس والموت بين الفلسطينيين، ويعزز هذا الصمت الإعلامي دوامة العنف المستمرة.
وفي “لوموند”، تناول تقرير موقف الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها نتنياهو، من التحقيق في إخفاقات السابع من أكتوبر، فرغم مرور عام على تلك الأحداث، فإن الحكومة تبدو مستعجلة للتحقيق في هذه القضية.
وأضافت الصحيفة أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن ثلثي الإسرائيليين يطالبون بالتحقيق في تلك الإخفاقات، ونقلت عن أستاذ القانون ديفيد كريتزمر أن الحكومة الحالية ستسعى لتأجيل التحقيق لأطول فترة ممكنة.
وتحت عنوان “حرب بلا نهاية”، أشار تحليل في “نيويورك تايمز” إلى أسباب استمرار الحرب على قطاع غزة رغم تعدد الجبهات، وذكر أن الانقسامات داخل إسرائيل بعد 7 أكتوبر جعلت إنهاء الحرب صعبًا، كما أن أهداف الحكومة تبدو متناقضة.
وأضاف التحليل أن الضغوط الدولية على إسرائيل تزداد، في وقت يتراجع فيه تأثير الولايات المتحدة على حكومة نتنياهو. وتبدو هذه الحرب محاطة بتحديات لا يمكن تحقيقها بسهولة، مما يعقد مسألة إيقافها في الوقت الحالي.