شن الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة منذ مساء الأحد وحتى صباح اليوم الاثنين في الضفة الغربية المحتلة، استهدفت ما لا يقل عن 50 فلسطينيا، بينهم أطفال وأسرى سابقون. وتركزت الاعتقالات في محافظتي جنين وبيت لحم، في حين شملت بقية العمليات مناطق القدس، رام الله، نابلس، سلفيت، وأريحا.
وتأتي هذه الحملة ضمن سلسلة اعتقالات واسعة منذ بداية الحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث وصل عدد المعتقلين الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى أكثر من 11 ألفا و300 شخص، بحسب تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني.
وجاء في البيان المشترك للمنظمتين أن الاعتقالات رافقتها عمليات اقتحام وتدمير للمنازل وتخريب لممتلكات المواطنين، بالإضافة إلى تهديدات للمعتقلين وعائلاتهم. كما تم إطلاق سراح صحفيين اثنين تم اعتقالهما خلال العملية بعد التحقيق معهما ميدانيا.
وفي بيان آخر، أشار البيان إلى أن عدد النساء المعتقلات بلغ أكثر من 425، من بينهن 27 معتقلة إداريا، بالإضافة إلى 745 طفلا و112 صحفيا، منهم 59 لا يزالون رهن الاعتقال، بما في ذلك 6 صحفيات و22 صحفيا من غزة.
كما ذكر البيان أن الاحتلال أصدر 9 آلاف و392 أمر اعتقال إداري (دون تهمة)، منها أوامر بحق أطفال ونساء. في حين بلغ عدد الشهداء الأسرى منذ بدء العدوان الإسرائيلي 41 أسيرا، بينهم 39 جثمانا لا يزال محتجزا لدى الاحتلال.
اعتداءات إسرائيلية جديدة
وبالتزامن مع هذه الاعتقالات، تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث استشهد شاب وطفل فلسطينيان وأصيب 4 آخرون برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام مدينة جنين ومخيمها.
وبدورها، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني باستشهاد أسير فلسطيني بعد إصابته برصاص الاحتلال في حي السيباط. كما اندلعت مواجهات عنيفة في مناطق متعددة من جنين، وسط إطلاق النار المتعمد باتجاه الصحفيين الذين كانوا يغطون الأحداث.
وكانت قوات خاصة تابعة للاحتلال الإسرائيلي (وحدات المستعربين) قد تسللت إلى أطراف مخيم جنين، وحاصرت منزلا فيه، قبل أن تدفع بتعزيزات برفقة جرافة عسكرية إلى المدينة. وأطلقت قوات الاحتلال النار بشكل مباشر ومتعمد باتجاه مجموعة من الصحفيين أثناء وجودهم لتغطية العدوان وسط جنين، في حين سمعت أصوات انفجارات في المخيم، وسط تحليق مكثف لطائرات الاحتلال المسيرة في سماء المدينة ومخيمها.
وتشهد مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية المحتلة حملات مداهمة واقتحامات من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع على الفلسطينيين. وقد زادت وتيرة تلك الحملات بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي غير المسبوق والمتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.