تواصل كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- نصب الكمائن لجيش الاحتلال الإسرائيلي داخل أحياء وأزقة مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، موقعة قتلى وجرحى في صفوفه.
ففي آخر عملية لها، أوقعت كتائب القسام سرية مشاة إسرائيلية في كمين وصفته بالمحكم، نفذته شرق مخيم جباليا، وتحديدا في شارع صلاح الدين، بمحاذاة طريق الإمداد لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وجرى تنفيذ الكمين على 3 مراحل، بدءا من الإعداد والتخطيط والتجهيز، ثم مرحلة زرع العبوات المتفجرة وتفخيخ موقع الكمين، وفي النهاية جاءت لحظة التفجير والإطباق على السرية الإسرائيلية بالكامل.
ونشرت كتائب القسام مقطع فيديو لاستهداف الآليات العسكرية الإسرائيلية بعد وقوعها في الكمين بمخيم جباليا.
وكان المختلف في كمين هذه المرة، أن عدد الجيبات الإسرائيلية 12 سيارة، مما يعني وجود عدد كبير من الضباط والجنود الذين تم استهدافهم، والأمر الثاني أن تحصين الجيب ضعيف جدا، مقارنة بالمدرعات والدبابات، وهذا يعني أن الخسائر البشرية تكون أكبر.
والشيء اللافت أيضا هو أن مقاتلي القسام استخدموا ركام المنازل المنسوفة بسهولة وفي وضح النهار، لزرع العبوات المتفجرة والتخفي عن المسيّرات الإسرائيلية.
وأعلنت كتائب القسام أنها أوقعت جميع أفراد السرية الإسرائيلية بين قتيل وجريح، وقد وثّق فيديو -بثته الكتائب- هبوط مروحية في موقع الكمين لإجلائهم.
أما جيش الاحتلال الإسرائيلي، فلم يعلن عن ضحاياه في هذا الكمين، لكنه أقر بمقتل 3 ضباط في معارك جباليا، في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وهو نفس يوم الكمين.
الانتقام من المجازر
وأثار كمين كتائب القسام الأخير -الذي أوقع سرية مشاة إسرائيلية كاملة- ترحيبا وإشادة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث توالت تعليقات وتغريدات تثمّن أداء القسام، رصدت بعضها حلقة (2024/10/15) من برنامج “شبكات”.
وأشاد عبد العزيز بكمين القسام، وغرّد يقول “كمين لم نشاهد مثله من العام الماضي، كثافة العبوات واستهداف قوات النجدة بعد ذلك، يعني أكثر من 10 إن لم يكونوا قتلى فإصاباتهم خطيرة جدا”.
كما كتب ناصر أن “الكمين هو الأكبر منذ بداية الطوفان، والقوة الغازية هي الأكبر التي تقع في كمين في تاريخ المقاومة، حيث لم تقع سرية كاملة في كمين واحد قبل هذا اليوم”.
واعتبر آدم عمر أن “الانتقام من المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين مؤشر قوي على شدة وضراوة المقاومة في غزة.. ورغم الدعم العسكري اللامسبوق الذي يقدم لجيش الاحتلال لا تزال أنفاق غزة عصية ومتماسكة وتسدد ضربات محكمة”.
ومن جهته، كتب سمير يقول “الذي يحيرني في عقلية وتفكير رجال القسام هو أنهم يدخلون عقل الصهاينة ويخططون للكمائن بما يفكر فيه الصهاينة، من حيث تقدمهم ومجيئهم وذهابهم”.
وجاء في تعليق أبو البراء “أن كتائب القسام ما زالت تذل جيش الاحتلال ردا على المجازر والإبادة الجماعية في شمال غزة والعالم لا يزال متخاذل”.