شن جيش الاحتلال غارات وقصفا مدفعيا استهدف أحياء سكنية بقطاع غزة وأسفر عن سقوط شهداء وجرحى، في وقت طالب مكتب الإعلام الحكومي بغزة المجتمع الدولي بفتح ممر آمن لإنقاذ المنظومة الصحية في محافظة شمال غزة مع مواصلة الاحتلال حصار المنطقة منذ 12 يوما.
وأفاد الدفاع المدني في غزة باستشهاد 5 فلسطينيين وسقوط عدد من الجرحى والمفقودين إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلا بحي النصر شمالي غزة.
واستشهد فلسطينيان وأصيب آخرون، في قصف طائرة مسيرة إسرائيلية شارع أحمد ياسين شمال مدينة غزة.
كما أصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف قوات الاحتلال منزلا في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا، شمالي القطاع.
وواصل الجيش الإسرائيلي إطلاق النار والقذائف المدفعية بكثافة على المناطق الشمالية الغربية لمخيم جباليا، كما أطلقت زوارقه الحربية نيرانها وقذائفها باتجاه سواحل مدينة غزة وشمال القطاع.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن جيش الاحتلال استهدف بالقصف المدفعي المكثف المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزة.
وقال المراسل إن المدفعية الإسرائيلية شنت قصفا عنيفا أيضا على بيت لاهيا شمال القطاع.
وأفاد الدفاع المدني في غزة، في بيان أمس، بانتشال طواقمه جثامين سبعة شهداء من منزل سكني، واثنين آخرين من أمام برج، وخمسة من الشوارع في منطقة الفالوجا شمالي القطاع.
كما أشار إلى استشهاد فلسطينيين اثنين في عمليتي قصف منفصلتين، الأولى في شارع النزهة، والثانية في محيط مسجد النعمان وسط حي النزلة في جباليا البلد.
من جانبها، قالت وزارة الصحة بغزة مساء أمس الثلاثاء إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد المدنيين في القطاع، وبلغ عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات 55 شهيدا و329 إصابة خلال 24 ساعة.
وأفادت بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 42 ألفا و344 شهيدا و99 و13 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ممر آمن
بدوره طالب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أمس الثلاثاء، بفتح ممر آمن “بشكل فوري وحقيقي” لإنقاذ المنظومة الصحية شمال القطاع والتي “تمر بوضع كارثي وغير مسبوق” بسبب عدوان الاحتلال.
جاء ذلك في بيان للمكتب، مع مواصلة جيش الاحتلال منذ 12 يوما حملة إبادة وتجويع بحق الفلسطينيين شمال قطاع غزة وتكثيف الغارات وإطلاق النار وتدمير وحرق المنازل ومنع دخول الأغذية والأدوية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بدء اجتياح شمال القطاع للمرة الثالثة منذ بداية عدوانه على غزة؛ بذريعة منع حركة “حماس” من استعادة قوتها في المنطقة، بينما يؤكد الفلسطينيون أن إسرائيل تسعى لاحتلال المنطقة وتهجير سكانها.
وقال المكتب الحكومي إن جيش الاحتلال استهدف المنظومة الصحية بشمال قطاع غزة، حيث هدد قبل أيام بإسقاط المستشفيات الأربعة التي تعمل في المحافظة، وأطلق النار على غرفة الإدارة بمستشفى كمال عدوان.
وأضاف أن الجيش طالب جميع الطواقم الطبية بمغادرة المستشفيات الأربعة وهي مستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة ومستشفى اليمن السعيد.
ولمواجهة ذلك، طالب المكتب المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية إلى فتح الممر الآمن لإنقاذ المنظومة الصحية في محافظة شمال غزة وضمان استمرار تقديم الخدمة الصحية وإمداد المستشفيات الأربعة بكل ما يلزم.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، أطلقت الاثنين الماضي، مناشدة لضرورة إدخال أدوية ومستلزمات طبية وطعام إلى المرضى والطواقم الطبية المحاصرة في مستشفيات شمال القطاع.
ويشن جيش الاحتلال هجوما بريا وحصارا مطبقا على شمال قطاع غزة، يتركز في منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، في محاولة لإفراغ تلك المناطق من السكان تطبيقا لما أطلق عليه إعلاميا “بخطة الجنرالات”.
تحذير أممي
من جهته، حذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن الوضع في شمالي غزة “كارثي”، حيث لا تعمل سوى ثلاثة مستشفيات، فيما تكثف إسرائيل من عملياتها العسكرية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أمس الثلاثاء إن التصعيد في الشمال “يقوض بشدة قدرة الناس على الوصول إلى وسائل البقاء على قيد الحياة”.
وأضاف أن شركاء الصحة التابعين للأمم المتحدة أفادوا بأن المستشفيات الثلاثة “تعاني من نقص شديد في الوقود والدم ومستلزمات الإصابات والأدوية”.
وقال إنه مع استمرار العمليات العسكرية في الخارج، فإن حوالي 285 مريضا لا يزالون في مستشفيات كمال عدوان، ومستشفى العودة، والمستشفى الإندونيسي.
وأشار دوجاريك إلى أن منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة حذرت من أن مستشفى كمال عدوان “لا يزال مثقلا، حيث يستقبل بين 50 و70 مصابا جديدا كل يوم”.
وتشن إسرائيل بدعم أميركي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا مدمرة على قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 141 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وفق بيانات رسمية.