التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في العاصمة المصرية القاهرة، وبحث معه القضايا والتطورات الإقليمية الراهنة. وركزت المحادثات على أهمية تكثيف الجهود لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على غزة ولبنان، وإرسال المساعدات الإنسانية للمتضررين، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية.
وأعرب السيسي عن موقف بلاده الداعي لوقف التصعيد في المنطقة، محذرا من تداعيات الحرب الإقليمية الشاملة التي قد تؤثر على أمن واستقرار الدول.
وأكد ضرورة دعم الجهود الدولية الرامية لوقف إطلاق النار وتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية لسكان قطاع غزة ولبنان.
وأفادت شبكة “سي إن إن” الأميركية بأن السيسي وعراقجي شددا أيضا على ضرورة وقف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين، ومنع توسع دائرة الحرب التي تشكل خطرا على أمن المنطقة. ورحبت مصر بالجهود الدبلوماسية التي تبذلها إيران في هذا الإطار، مؤكدة أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين لمنع تصعيد الحرب.
ووصل وزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة مساء الأربعاء، في زيارة تعد الأولى من نوعها لمسؤول إيراني رفيع المستوى منذ عام 2014، وهي الزيارة الأولى لعراقجي إلى مصر منذ توليه منصبه قبل حوالي شهرين.
من جهته، أشاد عراقجي بدور مصر في تحقيق الاستقرار في المنطقة، ونقل تحيات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى نظيره المصري. كما أكد أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما في ضوء التطورات الأخيرة، مشددا على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة للتعامل مع التحديات الراهنة.
وبحسب بيان الرئاسة المصرية، “تم الاتفاق على أهمية استمرار المسار الحالي لاستكشاف آفاق التطوير المشترك للعلاقات بين البلدين”، مما يشير إلى رغبة متبادلة في تعزيز التعاون الثنائي وتطوير العلاقات بين مصر وإيران في المستقبل.
ووسعت إسرائيل -منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي- نطاق عدوانها على قطاع غزة ليشمل مناطق في لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية. كما بدأت غزوا بريا في جنوبه، بحسب الإعلام الإسرائيلي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، بدعم أميركي مطلق، مما أسفر عن أكثر من 141 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وأطلقت إيران في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري نحو 200 صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل، معلنة أن الهجوم جاء انتقاما لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، والجنرال في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان.