تصدرت الأزمة السودانية ملفات اجتماع ثلاثي عقد اليوم الأحد في جيبوتي وشارك فيه البلد المضيف إضافة إلى جنوب السودان وكينيا، وذلك عشية قمة لمنظمة “إيغاد” الأفريقية، تبحث ملفات في مقدمتها الوضع بالسودان، في حين دعت دول الخليج إلى تغليب لغة الحوار.
وشارك في الاجتماع كل من رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت ورئيس لجنة الوساطة لدول “إيغاد” (IGAD) بشأن الأزمة السودانية، إلى جانب الرئيسين الكيني وليام روتو والجيبوتي إسماعيل عمر جيلي.
وبحثت القمة الثلاثية المصغرة سبل تنفيذ توصيات قادة المنظمة لإنهاء النزاع، وكان مصدر دبلوماسي قد أكد للجزيرة، أن قادة الدول الثلاث سيقدمون رؤية “إيغاد” لحل الأزمة السودانية.
وتأتي المباحثات الأفريقية على وقع اشتداد المعارك الضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدن العاصمة الثلاث، وذلك بعد هدنة استمرت ليوم واحد ساد مناطق القتال خلالها هدوء حذر.
وضع مقلق
وأعرب الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي عن قلقه العميق من تداعيات الأزمة في السودان؛ وقال إن دول “الإيغاد” ستدرس سبل إقناع طرفي الأزمة في السودان بإجراء حوار كفيل بوقف إطلاق النار بشكل فعلي.
وقال إن الزعماء الأفارقة كانوا متفائلين بوقف إطلاق النار الموقع في جدة، ولكن “على الرغم من هذا الالتزام، فإن القتال مستمر وخلق أزمة إنسانية ذات أبعاد غير مسبوقة”.
بدوره، أعرب الرئيس الكيني وليام روتو عن أسفه من استمرار الاشتباكات بين طرفي النزاع في السودان.
وشدد، على هامش اجتماعه مع رئيس جيبوتي، على ضرورة أن يتفق رؤساء دول “الإيغاد” في قمتهم على وقف الحرب، والسماح لطرفي الصراع بإجراء محادثات حول مستقبل السودان.
وقال إنه من الواضح أن الوضع يزداد سوءا، “لأن الخسائر في الأرواح، والوضع الإنساني، وتدمير البلد الذي يجري، وقصف الجسور والمستشفيات والمباني، يعتبر خسارة كبيرة لنا كشعب في هذه القارة”.
توسط لإنهاء القتال
وفوضت منظمة “الإيغاد” في قمتها الطارئة في أبريل/نيسان الماضي، الدول الثلاث المجتمعة اليوم في جيبوتي لإجراء اتصالات لوقف القتال في السودان.
وكانت مصادر دبلوماسية قالت للجزيرة، إنه من المنتظر أن يقدم القادة الثلاثة رؤية المنظمة لحل الأزمة السودانية وتشمل سبل توحيد الجهود القارية والدولية لذلك، والحد من تورط أطراف خارجية في الصراع، وإيجاد حل لأزمة اللاجئين والنازحين السودانيين، والحد من تدمير البنية التحتية، ومحاصرة القتال الذي بدأ يمتد ويهدد بحرب أهلية واسعة النطاق للسودان والإقليم بأكمله.
المصادر ذاتها أوضحت أن تقرير الوساطة سيطرح على قمة “إيغاد”، لاعتماده من قبل المنظمة والآلية الموسعة التي أنشأها الاتحاد الأفريقي ويتضمن وضع آليات جديدة للمراقبة، وتوسيعها لتشمل قوى مدنية، إلى جانب الطرفين، تعمل تحت مظلة قارية وإقليمية، وتشارك فيها الإيغاد والجامعة العربية والأمم المتحدة.
الوزاري الخليجي
في غضون ذلك، دعا المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي إلى ضرورة التهدئة في السودان، وتغليب لغة الحوار، وتوحيد الصف، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني.
وفي بيان بختام دورته الـ156، شدد المجلس على ضرورة الحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني، يؤجج الصراع ويهدد السلم والأمن الإقليميين، وأكد مساندة الخرطوم في مواجهة تطورات وتداعيات الأزمة الحالية.
وأشاد بيان المجلس بالجهود الدبلوماسية الحثيثة للرياض وواشنطن في تمكين القوى السياسية والأطراف السودانية من التهدئة، وتغليب لغة الحوار، وتقريب وجهات النظر.