لاشك أن معرفة حقيقة هل توزع الأرزاق بعد صلاة الفجر إلى الشروق ولا نصيب للنائمين ؟ تهم الكثيرون ممن صار النوم بعد صلاة الفجر أو ما يعرف بنوم الصبحة حالهم، وحيث إن الرزق من الحاجات و المساعي الدنيوية التي لا ينفك الإنسان عن طلبها طوال حياته، فهذا يطرح بشدة سؤال هل توزع الأرزاق بعد صلاة الفجر إلى الشروق ؟، والذي من شأنه أن يهدد حياة أولئك النائمين ويجعلها شاقة بعدما ضاق عليهم الرزق، وتكدر عيشهم ، ولعل كثرة الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد فضل البكور في طلب الرزق مع كراهة النوم بعد صلاة الفجر ، هو ما يدعو لتحري حقيقة هل توزع الأرزاق بعد صلاة الفجر إلى الشروق ولا نصيب للنائمين ؟ .
هل توزع الأرزاق بعد صلاة الفجر
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الله سبحانه هو وحده الذي يوزع الأرزاق ، لأنه الرزاق ذو القوة المتين جل وعلا، و هو الذي يوزع الأرزاق بين عباده بأمره جل وعلا وتقديره وما أمر به من الأسباب ودعا إليه من الأعمال.
وأوضح ” عثمان في إجابته عن سؤال: هل توزع الأرزاق بعد صلاة الفجر إلى الشروق ؟ ، أن الله تعالى يوزع الأرزاق بين عباده في كل وقت، وعن حقيقة هل توزع الأرزاق بعد الفجر فقط، فهذا ليس صحيحًا لأن الله سبحانه وتعالى يوزع أرزاقه بين عباده في الليل والنهار وفي أول النهار وفي وسطه وفي آخره وفي كل وقت .
وأضاف أنه ورد عن وقت بعد الفجر ، قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ » رواه الترمذي ، أما عن توزيع الأرزاق بعد الفجر، فهذا شيء لا أصل له.
حديث عن توزيع الأرزاق بعد الفجر
وورد أنه كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام بعد صلاة الصبح لأن الله بارك لهذه الأمة في بكورها، كما في الحديث : “اللهم بارك لأمتي في بكورها”، ولذلك نص الفقهاء على كراهة النوم بعد صلاة الفجر ، كما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا ربه أن يبارك لأمته في البكور.
وروى أصحاب السنن الأربعة وابن حبان في صحيحه، أنه صلى الله عليه وسلم مر على ابنته فاطمة رضي الله عنها وهي مضطجعة وقت الصباح، فقال لها: «يا بنية قومي اشهدي رزق ربك، ولا تكوني من الغافلين، فإن الله يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس» رواه البيهقي، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم في حديث رواه الطبراني في الأوسط: «باكروا الغدو -أي الصباح- في طلب الرزق، فإن الغدو بركة ونجاح» .
و قد جاء في حديث ضعيف، رواه البيهقي في شعب الإيمان عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: مَرَّ بِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُضْطَجِعَةٌ مُتَصبِّحَةٌ، فَحَرَّكَنِي بِرِجْلِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّةُ، قَوْمِي اشْهَدِي رِزْقَ رَبِّكِ، وَلَا تَكُونِي مِنَ الْغَافِلِينَ، فَإِنَّ اللهَ يَقْسِمُ أَرْزَاقَ النَّاسِ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ. قال السيوطي – رحمه الله- في جامع الأحاديث: البيهقي في شعب الإيمان وضعفه، عن فاطمة، وعلي، وبعد البحث فيما هل توزع الأرزاق بعد الفجر ؟ ، لم نطلع على حديث صحيح في ذلك.
أذكار بعد صلاة الفجر حتى الشروق
1- روى الترمذي ، وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال: دبر صلاة الفجر وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلم-: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم؛ إلا الشرك بالله عز وجل .
2- وروى أبو داود وابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد الفجر والمغرب: اللهم أجرني من النار . سبع مرات.
3- لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له، لهُ المُلكُ، ولهُ الحمدُ، يُحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير. (10 مرات) .
4- اللهمَّ إني أسألكَ علمًا نافِعًا، وعملًا متقبلًا ورزقًا طيبًا(بَعْد السّلامِ من صَلاةِ الفَجْر).
5- اللهم بكَ أحاول، وبكَ أصاول، وبك أقاتل (بعد صلاة الفجر).
6- «سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته» ثلاث مرات بعد صلاة الفجر.