لعل ما يطرح السؤال عن هل كثرة اللقم تدفع النقم ؟، هو أنه أحد الموروثات التي لايزال المصريون عاكفون عليها ويغملون بها رغم صعوبة الظروف، ومن ثم ينبغي الوقوف على حقيقة هل كثرة اللقم تدفع النقم ؟.
هل اللقم تدفع النقم
قالت فاطمة عنتر، الواعظة بوزارة الأوقاف، إن “كثرة اللقم تدفع النقم” هي سمة مميزة للشخصية المصرية، مشيرة إلى أن هذا المبدأ يعكس قيم التكافل الاجتماعي والكرم الذي يتمتع به الشعب المصري منذ القدم.
وأوضحت “ عنتر” في إجابتها عن سؤال : هل كثرة اللقم تدفع النقم ؟ ، أننا قد ورثنا عن جداتنا هذه الحكمة، التي تعبر عن طبيعة المصريين الطيبة وحرصهم على إطعام من حولهم، فالمصري دائماً ما يسعى لإكرام ضيفه وتقديم الطعام للجيران، ويعتبر هذا من مظاهر الحب والمودة.
وأضافت أن هذا المبدأ ليس فقط مرتبطاً بالمناسبات السعيدة، بل يمتد أيضاً إلى الأوقات العصيبة، حيث يتم تعبير المصريين عن تعازيهم أو حزنهم من خلال عدم تقديم الطعام الحلو للجار، وهو ما يعكس الاحترام والمشاركة في الألم.
واستشهدت بذكرى سيدنا يوسف عليه السلام، عندما طلب أن يكون على خزائن الأرض، مؤكدة أن مصر كانت وما زالت تُعتبر خزائن للأرض، حيث كانت تُطعم كل من يحتاج، منوهة بأن السيدات المصريات لا يترددون في إعداد كميات كبيرة من الطعام لضمان أن كل من يدخل منزلهم يجد ما يأكله.
وأشارت إلى أن هذا هو الكرم المصري الأصيل، الذي يستمر رغم التحديات، مؤكدة على أن “كثرة اللقم تزيل النقم” ليست مجرد قول، بل هي منهج حياة يتبعه المصريون في كل جوانب حياتهم، تعبيراً عن كرمهم وطيبتهم، مشيرة إلى أهمية تعزيز هذه القيم في المجتمع.
معنى كثرة اللقم تطرد النقم
ورد أن معنى «كثرة اللقم تطرد النقم»؛ أي كثرة التصدق بالطعام تدفع عنك البلايا
عن أبي مالك الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله سبحانه وتعالى لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام».
هل اللقم يرفع النقم حديث صحيح
ورد عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تُطفئ غضبَ الربِّ، وصِلَةُ الرَّحِم تزيد في العمر”. رواه الطبراني في “الكبير” بإسناد حسن كما قال الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
وأخرج البخاري ـ في الأدب المفرد من حديث ابن عمر ـ مرفوعا: من اتقى ربه ووصل رحمه نسئ له في عمره، وثرى ماله، وأحبه أهله. وقال صلى الله عليه وسلم: إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء. رواه الترمذي وغيره.
وقال العلماء: والمراد بميتة السوء أو مصارع السوء: ما استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم ـ كالهدم والتردي والغرق والحرق، وأن يتخبطه الشيطان عند الموت، وأن يقتل في سبيل الله مدبرا. وقال بعضهم: هي موت الفجاءة. وقيل ميتة الشهرة ـ كالمصلوب. ومثل ذلك: الحوادث والكوارث التي تشاهد اليوم في كل مكان. والذي يقي من ذلك: هو صنائع المعروف ـ من الصدقة، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وإغاثة الملهوف، والإحسان إلى الناس، وعمل الخير بصفة عامة.
وقد لخصت أمنا خديجة ـ رضي الله عنها ـ صنائع المعروف ـ التي تقي مصارع السوء ـ بقولها لنبينا صلى الله عليه وسلم: أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. متفق عليه.