في اليوم الـ386 من العدوان الإسرائيلي، أعلن جيش الاحتلال، رسميا بدء شن هجمات دقيقة في إيران، وعقب إعلان إسرائيل الهجوم على إيران، قال جيش الاحتلال، إنه يجري تقييمًا متواصلا للوضع، وفي هذه المرحلة لم يطرأ أي تغيير على تعليمات الجبهة الداخلية.
هل نجح الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن هناك روايتان حول هذا الهجوم ، وهما: الرواية الإسرائيلية وهو تحقيق الهجوم الإسرائيلي لأهدافه بنجاح ، والرواية الإيرانية تعلن عن فشل الهجوم الإسرائيلي .
وأضاف أبولحية في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن حقيقة نجاح أو فشل هذا الهجوم سوف يظهر فيما بعد ،نظراً للرقابة العسكرية من الجانبين التي تفرض حظر النشر في الوقت الحالي، ولكن كتقييم مبدئي لما حدث فإن إسرائيل لم تحصل على الصورة التي بنتها على مدار 24 يوم في ذهن الإسرائيليين اولا ،وثانيا في ذهن العالم المتابع.
وأكد أبو لحية: “رسم المسؤولين الإسرائيليين أن الهجوم الاسرائيلي سوف يكون مزلزل وسوف يستهدف منشآت نووية أو منشآت نفطية أو حتى منشآت للحرس الثوري الإيراني أو اغتيال شخصيات سياسية ايرانية كبيرة أو حتى عسكرية ، ولكن لم يتحقق ذلك، وبالتالي فإنني أرى ان اسرائيل تبدي عدم رغبتها بالدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران ولذلك لم يكن هجومها إلا هجوم ذر الرماد في العيون ولحفظ ماء الوجه ليس أكثر”.
أمريكا كانت على إطلاع مباشر بالهجوم
وأشار أبو لحية، إلى أن الهجوم الإسرائيلي كان مجهز له وفق ما رسمته الولايات المتحدة الأمريكية والتي كانت على إطلاع مباشر بتفاصيل هذا الهجوم لحظة بلحظة حسب ما أعلن عنه مسؤولين امريكيين وذلك للتأكد من عدم تجاوز نتنياهو لما تم الاتفاق عليه بين امريكا وإسرائيل حول طبيعة الهجوم الإسرائيلي على إيران ،وذلك لعدم رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحالي برؤية حرب موسعة في الاقليم بين ايران وإسرائيل، وتحديدا قبل الإنتخابات الأمريكية ،بحيث سوف يؤثر اندلاع هذه الحرب على نتائج الانتخابات الأمريكية بشكل كبير ولذلك كان هناك حرص شديد من إدارة بايدن على متابعة اسرائيل بشكل لحظي وعلى خططها في الهجوم قبيل موعد الهجوم وأثناء الهجوم.
وبعد ترقب دام أكثر من ثلاثة أسابيع، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما انتقاميا استهدف العاصمة الإيرانية طهران، وذلك ردًا على الهجوم الذي شنه الحرس الثوري الإيراني على إسرائيل في مطلع أكتوبر الجاري.
وفي البداية، أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بسماع دوي انفجارات عدة في طهران، دون معرفة أسبابها أو مصدرها، ولكن سرعان ما أعلن مسؤولون إسرائيليون عن بدء الهجوم الانتقامي، وقد جاء ذلك على لسان المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هجاري، الذي أكد بدء الهجمات على أهداف عسكرية في إيران، قائلاً: “إننا نهاجم الآن بشكل موجه ودقيق أهدافًا عسكرية في إيران”.
وقد أوضحت وسائل الإعلام الإيرانية أن الغارات الإسرائيلية استهدفت محطة طاقة ومقرات للحرس الثوري، مؤكدة عدم استهداف أي محطة طاقة نووية، وفي تأكيد لهذا، أفادت قناة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، نقلاً عن مصدر لم تسمه، أن الهجوم الإسرائيلي اقتصر على الأهداف العسكرية فقط، متجنبًا المنشآت النووية والنفطية.
حجم الأضرار الناتجة عن الهجوم
ويرجع سبب عدم استهداف المنشآت النووية أو النفطية إلى تحذيرات أمريكية لإسرائيل بعدم الإقدام على ذلك، حيث تعهدت واشنطن بمكافأة تل أبيب إذا ما تجنبت تلك المنشآت خلال الهجوم، وفقًا لتصريحات مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين لموقع “المونيتور”.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة “معاريف” العبرية، فقد شاركت نحو 100 مقاتلة إسرائيلية في الهجوم، تنوعت بين طائرات حربية هجومية ودفاعية وطائرات تزويد بالوقود، وفي الوقت نفسه، وبالتزامن مع تنفيذ الهجوم، وضع جيش الاحتلال الإسرائيلي والجيش الأمريكي منظوماتهما الدفاعية في المنطقة في حالة تأهب قصوى.
وفي غضون ذلك، أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية عن تفعيل الدفاعات الجوية في طهران ومحيطها للتصدي للغارات الإسرائيل ية، وأفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بأن الدفاعات الجوية تصدت لمحاولات جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف عدة مواقع في العاصمة وأماكن أخرى في البلاد.
كما كشف المقر المركزي للدفاعات الجوية الإيرانية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هاجم مواقع عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وإيلام، مؤكدًا أن الهجوم أسفر عن أضرار محدودة في بعض المواقع، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي شدد على أن الهجوم الانتقامي حقق جميع أهدافه، مشيرًا إلى أن المقاتلات التي نفذت الضربات عادت إلى قواعدها “بسلام”، متوعّدًا بالرد على “أي تصعيد إيراني جديد”.
وأوضح مسؤولون إسرائيليون أن الهجوم على إيران انتهى بعد استهداف نحو 20 موقعًا، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، كما أشار موقع “أكسيوس” نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين إلى أن إسرائيل شنت ثلاث موجات من الضربات على إيران، حيث ركزت الموجتان الثانية والثالثة على قواعد الصواريخ والطائرات المسيّرة ومواقع الإنتاج.
وعلى الرغم من ذلك، أفادت البيانات الإيرانية بأن الهجوم الإسرائيلي لم يتسبب في أضرار واسعة، حيث أكدت هيئة الإغاثة الإيرانية أنها لم تتلق أي بلاغات في طهران عن حوادث تتطلب الإغاثة.