27/10/2024–|آخر تحديث: 27/10/202401:44 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
طالبت إيران بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي للنظر في الهجوم الإسرائيلي على أراضيها فجر أمس السبت، ومحاسبة تل أبيب، في حين أكدت إسرائيل أنها اختارت أهداف الهجوم مسبقا وفقا لمصالحها الوطنية، وليس حسب الإملاءات الأميركية.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده تحتفظ بحقها في رد مناسب على ما وصفه بالانتهاك الخطير والعدوان الذي لا يمكن فصله عن إبادة في غزة وسفك دماء في لبنان، مشيرا إلى أن 4 عسكريين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي.
ودعا الوزير الإيراني العالم إلى أن يتحد في مواجهة هذا التهديد المشترك للسلام والأمن الدوليين.
من جهته، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إنه على الأعداء أن يعلموا أن “شعبنا الشجاع يقف بلا خوف دفاعا عن أرضه وسيرد على كل حماقة بحكمة وذكاء”.
من ناحيتها، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن لطهران “الحق في الدفاع عن نفسها وملزمة به”، لكنها أضافت أنها “تدرك مسؤولياتها تجاه السلام والأمن بالمنطقة”، وذلك في بيان اتسم بلهجة أخف حدة من البيانات الصادرة في موجات سابقة من التصعيد.
وكانت إيران أكدت أمس السبت أن دفاعاتها الجوية تصدت بنجاح للهجوم الإسرائيلي، لكن 4 جنود قتلوا كما لحقت أضرار ببعض أنظمة الرادار، وفقا لما أعلنته هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية في بيان نقله التلفزيون الرسمي.
وفي نيويورك، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة اليوم السبت إن “طائرات تابعة للكيان الصهيوني هاجمت مواقع عسكرية إيرانية من الأجواء العراقية”، وأضافت في منشور على منصة إكس أن “المجال الجوي العراقي تحت احتلال وقيادة وسيطرة الجيش الأميركي. والنتيجة: التواطؤ الأميركي في هذه الجريمة مؤكد”.
وفي سياق متصل قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن المنشآت النووية في إيران لم تتأثر بالضربة الإسرائيلية، ودعا لضبط النفس إزاء ما قد يمس بسلامة وأمن المواد النووية والمشعة.
الموقف الإسرائيلي
يأتي ذلك في وقت نفى فيه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما تردد في بعض وسائل الإعلام من أن تل أبيب “أوقفت” مهاجمة منشآت نووية ونفطية إيرانية بسبب الضغوط الأميركية، وقال إن ذلك عار عن الصحة تماما.
وذكر المكتب في بيان: “لقد اختارت إسرائيل أهداف الهجوم مسبقا وفقا لمصالحها الوطنية، وليس حسب الإملاءات الأميركية”.
وكانت القناة 13 الإسرائيلية ذكرت أن إسرائيل قررت مهاجمة منشآت النفط والطاقة في إيران لكن الخطة توقفت بعد محادثات مع واشنطن.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس السبت انتهاء هجومه على أهداف عسكرية في إيران.
وأفاد المتحدث باسمه بأنه سيرد إذا قامت إيران بأي تصعيد جديد، منوها بأن عشرات الطائرات شنت قبل فجر السبت 3 موجات من الضربات على منشآت لتصنيع الصواريخ ومواقع أخرى قرب طهران، وفي غرب إيران، وحذر طهران من الرد.
كما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الهجوم الإسرائيلي على إيران كان مصمما للردع، دون إجبار طهران على مواصلة دورة الانتقام، ونقلت الصحيفة عن مسؤول مطلع على التخطيط الإسرائيلي أن التنسيق بين تل أبيب وواشنطن كان وثيقا للغاية.
ورحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير -السبت- بالضربات التي وجهتها بلاده لإيران، لكنه أكد أن القضاء على التهديد الإيراني يظل “واجبا تاريخيا” بالنسبة إلى إسرائيل.
وكتب بن غفير على منصة إكس يقول إن “الهجوم على إيران مهم بوصفه ضربة أولى لإلحاق الضرر بالمصالح الإستراتيجية لإيران، وينبغي أن يشكل هذا الأمر المرحلة المقبلة”، لافتا إلى أن “منع التهديد الإيراني من تدمير البلاد هو واجب تاريخي” يقع على إسرائيل.
الردود الدولية
وفي إطار المواقف الدولية قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يأمل أن يكون هذا الهجوم نهاية للضربات المتبادلة، كما قالت نائبته كامالا هاريس إن هناك إجماعا بين قادة الشرق الأوسط على عدم التصعيد بعد الرد الإسرائيلي وهو رأي الولايات المتحدة.
وبيّن مسؤول أميركي رفيع أن واشنطن تدعو جميع الدول -التي لديها نفوذ على إيران- إلى الضغط عليها لوقف الهجمات ضد إسرائيل، من أجل وضع حد لهذه الدورة المباشرة من الهجمات.
وأكد المسؤول الأميركي أن الخطوط العريضة لضمان إنهاء الحرب في لبنان وغزة جاهزة، وأن الوقت حان للتوصل إلى توافق بهذا الشأن، وأضاف أن لدى بلاده قنوات مباشرة وغير مباشرة للتواصل مع إيران، من أجل تجنب أي سوء فهم، مشيرا إلى أن طهران تعرف المواقف الأميركية بهذا الصدد.
وقال المسؤول الأميركي إن بلاده سمعت من أطراف عدة في المنطقة، بينها أطراف ذات علاقة وثيقة بطهران، أن الهجوم الإسرائيلي سيكون نهاية الردود المتبادلة، لكن واشنطن سترى كيف تتطور الأمور.
وقد دانت كل من قطر والعراق وباكستان وسوريا وتركيا والجزائر وتونس والسعودية والإمارات الهجوم وحذرت من المزيد من التصعيد. وقال الأردن إن الطائرات الإسرائيلية لم تستخدم مجاله الجوي.