تعقد الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) في جيبوتي قمة اليوم الاثنين، لإقناع طرفي الأزمة في السودان بإجراء حوار ينهي القتال بينهما، فيما شهدت الخرطوم معارك شديدة عقب انتهاء الهدنة، وقالت مصادر طبية سودانية إن مدينة الجنينة في إقليم دارفور تحولت إلى مدينة أشباح جراء أعمال العنف.
وقبل قمة الإيغاد اليوم استضافت جيبوتي أمس الأحد قمة أفريقية مصغرة شارك فيها رؤساء جنوب السودان سلفاكير ميارديت وكينيا وليام روتو وجيبوتي إسماعيل عمر جيلي.
وقال رئيس جيبوتي إن دول “إيغاد” ستدرس سبل إقناع الجيش وقوات الدعم السريع في السودان بإجراء حوار كفيل بوقف إطلاق النار بشكل فعلي، وأعرب عن قلقه العميق من تداعيات الأزمة في السودان.
ووصف الرئيس الكيني الوضع في السودان بالسيئ وأنه يزداد تعقيدا، داعيا قادة منظمة “إيغاد” إلى وضع حد للحرب الدائرة هناك، وشدد -على هامش اجتماعه مع رئيس جيبوتي- على ضرورة أن يتفق رؤساء دول “إيغاد” في قمتهم على وقف الحرب، والسماح لطرفي الصراع بإجراء محادثات بشأن مستقبل السودان.
وفوضت “إيغاد” في قمتها الطارئة في أبريل/نيسان الماضي جيبوتي وجنوب السودان وكينيا بإجراء اتصالات لوقف القتال في السودان.
وتضم “إيغاد” 8 دول أفريقية هي: جيبوتي، السودان، جنوب السودان، الصومال، كينيا، أوغندا، إثيوبيا، وإريتريا.
وأفاد مراسل الجزيرة في السودان باندلاع معارك شديدة واشتباكات بالأسلحة الثقيلة أمس الأحد بين الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق عدة بمدن العاصمة الثلاث الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.
وجاءت الاشتباكات بعد انتهاء مهلة عاشرة اتفق عليها طرفا الصراع يوم الجمعة الماضي استمرت 24 ساعة.
خسائر بشرية
وأمس الأحد، قالت غرفة طوارئ جنوب الحزام في الخرطوم إن 18 مدنيا قُتلوا وإن آخرين أصيبوا جراء تساقط قذائف مدفعية ثقيلة على حيي الأزهري والسلمة فور انتهاء الهدنة، واستمر إطلاق المقذوفات حتى مساء أمس الأحد، وفق بيان الغرفة.
وذكر مراسل الجزيرة أن الطائرات الحربية شاركت في الاشتباكات، وقالت مصادر عسكرية إن الجيش تمكن من الوصول إلى جسر الحلفايا -الذي يربط بين الخرطوم بحري وأم درمان من الناحية الشرقية- والتمركز في مدخله.
وأضافت المصادر أن هذا التقدم جاء في أعقاب هجوم شنته قوات الجيش عبر أكثر من محور فور انتهاء الهدنة العاشرة صباح أمس.
وقال الناطق باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله إن قوات الجيش نفذت عملية تمشيط في مناطق عدة بالعاصمة الخرطوم ضمن خطة للتخلص مما وصفه بالتمرد، مشيرا إلى أن العملية حققت هدفها، على حد تعبيره.
بالمقابل، قال قوات الدعم السريع في بيان إنها صدت محاولات الجيش للهجوم عليها في عدد من المحاور بالخرطوم.
وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع دمرت أعدادا كبيرة من العتاد بلغت أكثر من 70 مركبة وآلية وأسر المئات من قوات الجيش شرقي الخرطوم، وأنها سيطرت على 5 دبابات وأحرقت دبابتين جنوبي الخرطوم.
مدينة أشباح
وقالت نقابة أطباء السودان (غير حكومية) أمس الأحد إن مدينة الجنينة (مركز ولاية غرب دارفور على الحدود مع تشاد) تحولت إلى “مدينة أشباح ليس فيها سوى رائحة الموت”.
500 قتيل خلال أيام!.. ما قصة الصدامات القبلية في مدينة الجنينة السودانية؟ pic.twitter.com/AY8NbowFRt
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 10, 2023
وتشهد المدينة منذ 20 أبريل/نيسان الماضي هجمات متتالية تشنها قبائل على صلة بالدعم السريع، وخلفت الهجمات مئات القتلى والجرحى وآلاف النازحين.
وأفادت النقابة بانهيار المنظومة الصحية والخدمات المدنية وخروج المنظمات الإنسانية من الخدمة ومغادرتها الولاية.
وأعربت الرياض وواشنطن أمس الأحد عن أسفهما الشديد جراء عودة طرفي القتال في السودان إلى أعمال العنف فور انتهاء فترة وقف إطلاق النار.
وشدد الجانبان في بيان على أن الحل العسكري للصراع غير مقبول، وأنهما في إطار مواصلة وقوفهما إلى جانب الشعب السوداني يؤكدان الاستعداد لاستئناف المباحثات بمجرد أن يظهر طرفا الصراع التزامهما بما اتفقا عليه في إعلان جدة.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ السادس من مايو/أيار الماضي محادثات بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، مما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات.