صعّد الديمقراطيون انتقاداتهم للمرشح الجمهوري دونالد ترامب بعد يوم من تجمع انتخابي كبير للرئيس السابق شهد وصف بورتوريكو بأنها “جزيرة قمامة” عائمة في المحيط، وهو تعليق لقي إدانة واسعة وسلط الضوء على القوة الانتخابية المتزايدة لذوي الأصول اللاتينية في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة.
وتعليقا على التعليق الساخر للممثل الكوميدي توني هينتشليف، وصفت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تجمع ترامب يوم الأحد في قاعة “ماديسون سكوير غاردن” الشهيرة في نيويورك بأنه “أكثر وضوحا من المعتاد”، وقالت إنه “يشعل فتيل الكراهية”.
ولم يبدِ هينتشليف أي ندم على ما قاله، وكتب على منصات التواصل الاجتماعي أن منتقديه “ليس لديهم حس الفكاهة”، وهو التعليق الذي أعاد نشره ابن ترامب ومستشاره دونالد ترامب جونيور، في حين نأت حملة ترامب بنفسها عن ذلك، مؤكدة أن التعليق الساخر “لا يعكس آراء الرئيس ترامب”.
ووسط تصاعد حملة الاستهجان، قال إدي موران، عمدة مدينة ريدينغ في بنسلفانيا، في مؤتمر صحفي مع مسؤولين بورتوريكيين آخرين، إن “القمامة التي تحدث عنها تلوث انتخاباتنا وتؤكد مدى قلة اهتمام دونالد ترامب باللاتينيين تحديدا، وبمجتمعنا البورتوريكي”.
As a Puerto Rican, I’m tempted to call Tony Hinchcliffe racist garbage, but doing so would be an insult to garbage.
When casting their ballots at the voting booth, Latinos should never forget the racism that Donald Trump seems all too willing to platform.pic.twitter.com/Wlrulb5ygq
— Ritchie Torres (@RitchieTorresNY) October 28, 2024
تداعيات محتملة
وقبل نحو أسبوع من يوم الاقتراع، تؤكد تداعيات هذا الجدل أهمية الأصوات الـ19 لولاية بنسلفانيا والجهود الكبيرة لجذب أعداد متزايدة من الناخبين من أصل لاتيني، معظمهم من بورتوريكو ممن استقروا في مدن غرب وشمال فيلادلفيا.
وفي السياق نفسه، قال فيرناندو تورموس أبونتي -الأستاذ المساعد في علم الاجتماع بجامعة بيتسبرغ، والمتخصص في السياسة البورتوريكية والتنظيم الانتخابي- إن توقيت التعليقات قد يسبب مشاكل لحملة ترامب.
وقال أبونتي “عندما تلتقي التعليقات التي صدرت بالأمس مع المظالم الأخرى التي يتعرض لها البورتوريكيون، فإنك لا تنخرط حقا في إستراتيجية سياسية سليمة”، في إشارة إلى سياسات ترامب والجمهوريين.
وخلال تجمع انتخابي في واساو بولاية ويسكونسن شمالا، سُئل المرشح لمنصب نائب الرئيس، السيناتور جيه دي فانس، عن الإهانة، فرد بالقول: “ربما كانت مزحة عنصرية غبية، وربما لم تكن كذلك، لن أعلق على تفاصيل المزحة، لكني أعتقد أن علينا أن نتوقف عن التعرض للإهانة بكل شيء صغير”.
من جهتها، أصدرت حملة هاريس إعلانا سيتم بثه عبر الإنترنت في الولايات المتأرجحة يستهدف الناخبين البورتوريكيين ويسلط الضوء على التصريحات المهينة.
إهانات أخرى
وإضافة لتعليقه الذي استهدف البورتوريكيين، أطلق هينتشليف مزحات مهينة أخرى عن السود واللاتينيين الآخرين والفلسطينيين واليهود في عرضه قبل ظهور ترامب في الماديسون سكوير الأحد الماضي.
وردا على ذلك، ألقى دوغ إمهوف زوج هاريس، الذي ينتمي للطائفة اليهودية، ملاحظات عن معاداة السامية في أميركا، مضيفا، في بيتسبرغ أن “هناك حريقا في هذا البلد، ونحن إما نسكب الماء عليه أو نسكب البنزين عليه”.
ومع ذلك، كانت مزحة هينتشليف عن بورتوريكو -تلك الجزيرة التابعة للولايات المتحدة في البحر الكاريبي- هي التي لفتت الانتباه الأكبر، نسبيا بسبب جغرافية الانتخابات.
ولا يمكن للمقيمين في بورتوريكو التصويت في الانتخابات الرئاسية، لكن أولئك المقيمين داخل الولايات المتحدة نفسها، بما يشمل حوالي 450 ألف بورتوريكي في بنسلفانيا، يمكنهم ذلك.