أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الحلف يجب أن يكون بالله وحده، مشيراً إلى أن من يحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم ويخالف قسمه، عليه أن يؤدي كفارة يمين.
وبيّن جمعة، خلال مجلس الجمعة الأسبوعي ، أن الحلف يكون بالله فقط ، عملاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت”، وهذا الحديث يدل على أهمية قصر الحلف على الله، دون سواه من المخلوقات أو الأنبياء.
وأضاف الدكتور علي جمعة أن الحلف بالنبي، وإن كان مكروهاً، إلا أنه ليس محرماً كما يظن البعض، لافتاً إلى أن الأئمة الأربعة اتفقوا على كراهة الحلف بغير الله، دون أن يكون ذلك محرماً شرعاً.
واستشهد بحديث ضعيف يقول: “من حلف بغير الله فقد أشرك”، موضحاً أن الحديث غير موثوق السند.
وأشار كذلك إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد استخدم الحلف بغير الله في حديث له حين قال: “أفلح وأبيه إن صدق”، وهو ما يوضح أن الحلف بغير الله ليس شركاً بالله، بل هو مكروه.
كما أضاف جمعة أن الله تعالى في القرآن الكريم حلف ببعض المخلوقات، مثل قوله تعالى: “والضحى”، “والليل”، “والفجر”، “والشمس”، مما يدل على أن الحلف بغير الله، وإن كان مكروهاً، لا يصل إلى مرتبة الشرك بالله.
حكم الحلف بالله كذبا
من جانبه، تناول الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مسألة الحلف بالله كذباً، وبيّن أنه لا ينبغي على المسلم أن يستخدم اسم الله في قسم كاذب، موضحاً أن هذا السلوك يقلل من تعظيم الله ويعرض اسم الله للأيمان الكاذبة، وهو أمر لا يليق بمكانة الله سبحانه وتعالى.
واستشهد عويضة بقوله تعالى: {وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ}، وهو ما يدل على وجوب احترام اسم الله وتجنب استخدامه في حلف كاذب.
وأضاف عويضة عثمان أن من اعتاد الحلف بالله كذباً ويرغب في التوبة، يجب عليه الابتعاد عن هذا السلوك وتقديم كفارة عن الأيمان التي حلفها كذباً.
وأوضح أن المسلم إذا لم يتمكن من حصر عدد المرات التي حلف فيها كذباً أو كان غير قادر على أداء كفارة الإطعام بقدر الأيمان التي حلفها، فإنه يمكنه التكفير عنها بحسب استطاعته، إذ إن الهدف من الكفارة هو تعظيم قدر الله سبحانه وتعالى، واحترام الحلف به، وعدم التهاون بذكر اسمه في غير موضعه.