يعتقد شاندران ناير -وهو المؤسس والرئيس التنفيذي للمعهد العالمي للغد- أن على الدول الغربية التكيف مع التغيرات الكبيرة التي ستطرأ على النظام العالمي في المستقبل أو مواجهة فترة من عدم الاستقرار.
وفي تقرير له نشرته صحيفة “غازيتا” الروسية نقل الكاتب الروسي جريجوري بلاكوشيف عن ناير قوله إن إعادة تقييم العلاقات الدولية أمر لا مناص منه بعد ظهور نظام اقتصادي متعدد الأقطاب غيّر التحالفات الجيوسياسية والدبلوماسية وتوازن القوى في المؤسسات الدولية.
وحسب ناير، فإن الغرب يستعد للانتقام في حال أدرك عجزه عن فرض “قيادته” على العالم بأسره في المستقبل، مشيرا إلى أن هذا الانتقام يضع المعتقدات الراسخة والهياكل التي دعمت الهيمنة الغربية على مدى مئات السنين الماضية موضع شك.
ويرجح ناير -الذي يوجد مقر معهده في هونغ كونغ- أن تنتج عن ذلك إعادة تقييم كبيرة للعلاقات، ووفقا له فإن رفض الاعتراف بهذه التغييرات ومحاولة معارضتها يهددان الغرب والاستقرار في جميع أنحاء العالم.
ويضيف ناير -الذي يركز معهده على القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية من منظور آسيوي- أن تجنب النزاعات المستقبلية ممكن عن طريق اعتبار التغيير فرصة لبناء عالم أكثر مساواة.
ويشير إلى أن انتهاء عصر الاحتكار الغربي للمعلومات بسبب تطور التكنولوجيا من عوامل تغيير النظام العالمي، وهذا يعني أنه “إذا استطاع الغرب في وقت سابق تفسير التاريخ وتقديم نفسه باعتباره مؤسس الحضارة الحديثة وقوة دافعة نحو الخير فإن الإنترنت والشبكات الاجتماعية تغني عالم اليوم عن التفسير الغربي للأحداث”.
وفي حديثه عما اعتبرها تغطية أحادية الجانب للصراع الأوكراني، يوضح ناير أن وسائل الإعلام الغربية تغض الطرف عن التعقيدات الجيوسياسية الوطنية والإقليمية في تاريخ العلاقات الروسية الأوكرانية وتوسع الناتو في أوروبا.
ويتوقع هذا الخبير إعادة تقييم النظام الدولي “المستند إلى القانون” واتجاه العالم نحو “الإطاحة بالبنية المالية الغربية الفوقية”، مشيرا إلى أن “قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على تجميد وحتى مصادرة احتياطيات الدول ذات السيادة مثل أفغانستان وفنزويلا وروسيا صدمت العالم بأسره”.
ويضيف ناير أن عملية استبعاد الدولار من الاقتصاد العالمي تتسارع وتجلى ذلك في تراجع حصة العملة الأميركية في الاحتياطيات الدولية إلى 47% العام الماضي بعد أن ناهزت 73% في عام 2001، إضافة إلى بحث الدول عن بدائل لنظام سويفت، وقد يمنح هذا التغيير البلدان النامية مزيدا من المرونة في إدارة عملاتها وسياساتها النقدية ويحد من قدرة الغرب على فرض عقوبات أحادية الجانب عليها.
وتقول الصحيفة إن تجاوز دول مجموعة البريكس مؤخرا مجموعة السبع من حيث الناتج المحلي الإجمالي يدل على إعادة توزيع القوة الاقتصادية، وهو مؤشر على شكل مستقبلي من التعاون قائم على التجارة والاستثمار والبنية التحتية والمساعدة الإنمائية.
وحسب ناير، فإن الغرب لم يعد يمتلك القوة السياسية والمالية التي كان يتمتع بها من قبل، ناهيك عن الشرعية الدولية، لذلك عليه التكيف مع هذه التغييرات بدلا من مقاومتها.
وتظهر الاستطلاعات -وفقا لغازيتا- ارتفاع التقييمات الإيجابية المتعلقة بالصين وإيران بين صفوف الروس، حيث قال أغلب المستطلعة آراؤهم إن بيلاروسيا والصين والهند أصدقاء مقربون لروسيا على عكس الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا.