1/12/2024–|آخر تحديث: 1/12/202408:09 م (بتوقيت مكة المكرمة)
وسّعت المعارضة السورية المسلحة، اليوم الأحد، نطاق سيطرتها في ريف حلب بعدما استولت على معقل للقوات الكردية، وفي المقابل كثّف الجيشان السوري والروسي الغارات الجوية على معاقل المعارضة ما أسفر عن قتلى، وتوعد الرئيس السوري بشار الأسد بهزيمتها.
وفي إطار عملية “ردع العدوان” التي أطلقتها الأربعاء الماضي بمشاركة هيئة تحرير الشام وفصائل من الجيش الوطني، أحرزت المعارضة السورية تقدما سريعا مكّنها من السيطرة على معظم مدينة حلب -بما في ذلك المطار الدولي ومطارا كويرس ومنّغ العسكريان ومواقع عسكرية أخرى وطرق رئيسية- وحاولت الزحف جنوبا باتجاه مدينة حماة لكن تقدمها توقف في ريفها الشمالي.
كذلك أعلنت المعارضة أن قواتها سيطرت على كامل محافظة إدلب التي كانت أجزاء مهمة منها تحت سيطرة الجيش السوري وحلفائه منذ سنوات.
وبالتوازي مع عملية “ردع العدوان”، أطلق الجيش الوطني السوري عملية عسكرية أطلق عليها “فجر الحرية” شمال وشرق مدينة حلب، حيث توجد مناطق سيطرة لوحدات حماية الشعب الكردية.
توسيع السيطرة
وفي أحدث التطورات، أعلنت قيادة عملية “فجر الحرية” التابعة للجيش الوطني السوري أن قواتها سيطرت على مدينة تل رفعت التي تقع شمال حلب وكانت لسنوات في قبضة الوحدات الكردية.
ونشر الإعلام التابع للجيش الوطني السوري صورا تظهر مسلحين وسط مدينة تل رفعت، عقب تأكيده انسحاب المقاتلين الأكراد من هذه المدينة الإستراتيجية.
وعرضت إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة على القوات الكردية خروجا آمنا من حلب بسلاحها.
🔻 تل رفعت صديق بالكامل . . . pic.twitter.com/PmaaaWZoum
— المرصد العسكري ⧨ (@Military_OSTX) December 1, 2024
وكانت المعارضة المسلحة سيطرت قبل ذلك على المقار العسكرية الرئيسية في مدينة حلب وفي ريفها الجنوبي والشرقي، كما قالت إنها استولت على بلدات وقرى في الريف الشمالي بعد اشتباكات مع القوات الكردية.
ومن أبرز المواقع التي سقطت بيد المعارضة مطار كويرس ومساكن الضباط ومعامل الدفاع، بالإضافة إلى طريق حلب دمشق الدولي وطريق حلب غازي عنتاب.
وكانت قوات المعارضة استكملت أمس السيطرة على ريف إدلب الجنوبي والشرقي، وقال قادتها إن النازحين سيعودون قريبا للمناطق التي تمت استعادتها.
وفي السياق، قالت المعارضة السورية المسلحة إنها سيطرت على قريتين في ريف حماة الشمالي، وتحدثت عن استهداف مطار حماة العسكري بالطائرات المسيّرة.
وقالت المعارضة مساء أمس إن قواتها توغلت في مدينة حماة بعد أن سيطرت على بلدات إستراتيجية في الريف الشمالي، ولكن دمشق نفت ذلك.
وقال التلفزيون السوري اليوم الأحد إن الجيش استعاد السيطرة على بلدة السمان و7 قرى في ريف حماة.
وأفادت تقارير بأن الجيش السوري وحلفاءه استقدموا تعزيزات إلى حماة للتصدي لهجمات الفصائل المسلحة، وكانت دمشق قالت أمس إن الجيش سيشن هجوما مضادا لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها الفصائل المسلحة.
في غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية عن الرئيس بشار الأسد قوله خلال اتصال هاتفي مع القائم بأعمال رئيس إقليم أبخازيا المنشق عن جورجيا بادرا جونبا إن “الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وهي اللغة التي سنكسره ونقضي عليه بها أيا كان داعموه ورعاتُه”.
وأضاف الأسد أن “الإرهابيين لا يمثلون لا شعبا ولا مؤسسات يمثلون فقط الأجهزة التي تشغلهم وتدعمهم”.
تكثيف الغارات
في هذه الأثناء، ذكرت وكالة تاس للأنباء الروسية اليوم الأحد نقلا عن الجيش السوري أن قوات جوية سورية وروسية كثفت غاراتها على مواقع الفصائل المعارضة وخطوط إمدادهم.
ومنذ دخول قوات المعارضة حلب، تعرضت المدينة لسلسلة من الغارات الجوية السورية والروسية مما أسفر عن مقتل العشرات.
وأفاد مراسل الجزيرة بتعرض حيي الجميلية والأعظمية وساحة سعد الله الجابري اليوم الأحد لغارات جوية، وقالت مصادر من المعارضة إن إحدى الغارات أسفرت عن مقتل الناشطَين الإعلاميين أحمد العمر وعلاء الأبرش.
وأسفرت غارات سابقة على دوار الباسل ومستشفى حلب عن عديد القتلى والجرحى.
وفي الإطار نفسه، نقل مراسل الجزيرة في إدلب عن مصادر طبية أن 4 مدنيين قتلوا وأصيب 54 في غارات لسلاح الجو السوري على أحياء في المدينة.
وقال المراسل إن غارات أخرى استهدفت مخيما يؤوي نازحين وسوقا شعبية مما أسفر عن دمار كبير.
ويعتبر التصعيد العسكري شمالي سوريا الأكبر منذ نحو 5 سنوات.