انطلقت الجلسات النقاشية لفعاليات معرض ” باك بروسيس ” فى دورته الخامسة والذى افتتحه صباح اليوم وزيرا التموين والاستثمار وسط حضور مكثف من رجال الأعمال والخبراء والمتخصصين فى مجال التعبئة والتغليف .
وعقدت الجلسة النقاشية الأولى تحت عنوان “ استكشاف ممارسات التعبئة والتغليف المستدامة”.
وفى بداية الجلسة أكد المشاركون على اهمية التعبئة والتغليف وتأثيرها الإيجابي على حجم الطلب الكلي على سلعة مُعينة أو حجم الطلب على السلعة التي يقوم أي مُنتج بإنتاجها بالنسبة للمنافسين وللتقليل من النفقات عن طريق التقليل من الفقد والتلف وسهولة المُناولة.
أوضح المهندس نديم إلياس ، رئيس المجلس التصديري للطباعة والتغليف أن التوعية بالتعبئة المستدامة يستهدف رفع وعي الشركات المصرية الصغيرة والمتوسطة بفرص التوسع المتاحة لها، واللوائح الداخلية والخارجية الجديدة، وفرص التمويل الأخضر والدعم الفني المتاح للشركات الصغيرة والمتوسطة.
ولفت الى أهمية وضع التحول نحو الاستدامة ضمن خطط جميع الشركات التي تسعي إلي زيادة صادراتها خلال الفترة القادمة، موضحا أن الاستدامة تستهدف خفض الانبعاثات الكربونية والاستخدام الأمثل للطاقة والموارد والتحول نحو المواد القابلة للتحلل وخفض نسبة العوادم والمخلفات.
أوضح رئيس المجلس التصديري للطباعة والتغليف إنه يجب إعادة تدوير المخلفات وتحويلها إلي خامات تستخدم للمرة الثانية وهي عملية معروفة باسم الاقتصاد الدوار وهو توجه عالمي وأساس تحقيق الاستدامة وهذا الاتجاه سيكون أساس لعملية التصدير لبعض الأسواق في المستقبل.
ونوه الياس الى أن هناك عدد من البرامج والآليات التمويلية الداعمة للتحول نحو الاستدامة والاقتصاد الدوار منها برامج مع البنك الأوروبي للتنمية ومكتب الالتزام البيئي والتي يمكن استخدامها للشركات لتحقيق الاستدامة والتحول للطاقة الخضراء والنظيفة.
ومن جانبه أكد المهندس خالد أبوالمكارم، رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة ، وجود فرص كبيرة لنمو صادرات الصناعات المرتبطة بقطاع الصناعات الكيماوية الذي تتنوع منتجاته ما بين سلع وسيطة ومغذية ومدخلات انتاج لكافة القطاعات الانتاجية والزراعية والصناعية، فضلا عن المنتجات تامة الصنع التي تباع للمستهلك النهائي مباشرة.
وأشار إلى اهمية إحداث نقلة نوعية حقيقية للشركات تضمن لها الاستمرارية والقدرة على التعامل مع المتغيرات والتحديات الداخلية والخارجية لتعزيز قدراتها التصنيعية والانتاجية والتنافسية.
كما أشار الى ان التصدير يمثل ركيزة اساسية لتحقيق الاستدامة لأى صناعة ، حيث يعد عامل رئيسى ومحفز لتحقيق متطلبات ومعايير الجودة فضلا عن التطوير والتحديث المستمر لزيادة القدرة على المنافسة فى الأسواق التصديرية ، لافتاً فى هذا الاطار الى أن صناعة البلاستيك تعد هي الحصان الاسود لقطاع الصناعات الكيماوية، حيث بلغ اجمالى صادرات القطاع بنهاية سبتمبر 2024 نحو 6.5 مليار دولار منها 2.6 مليار دولار صادرات البلاستيك ، وهو ما يمثل 29% من إجمالي صادرات القطاع.
وأضاف المهندس شريف الصياد، رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية أن الشركات المصرية تولى أهمية كبيرة لقطاع التعبئة والتغليف باعتباره جزء رئيسى من تشكيل قيمة المنتج خاصة تلك المصدرة، وليس مجرد محتوى للمنتج، وهو أمر ازداد أهمية مع الاتجاه العالمي لاستخدام مواد ومنتجات وخامات نظيفة وصديقة للبيئة.
وأشار الى أن الصناعات الخضراء تسهم فى تعزيز القدرة التنافسية لمنتجاتنا المحلية فى الأسواق العالمية وتعزز من سمعتها وجودتها، خاصة وأن الاتجاه العالمى يسير بقوة نحو الصناعات الخضراء ، منوهاً فى هذا الصدد الى التوجه الذى أعلنه الاتحاد الأوروبى بالبدء فى تطبيق البصمة الكربونية للمنتجات التى يستوردها، مما يستلزم توافق المنتجات المصرية المصدرة للأسواق الأوروبية مع هذه المتطلبات.
وقال أن هذا الأمر ليس اختيارا، بل أصبح ضرورة حتمية حتى لا نفقد سوقا كبيرة مثل الاتحاد الأوروبى، داعياً الشركات المصدرة المصرية بالالتزام باشتراطات البصمة الكربونية خاصة المصانع المستهدفة للسوق الأوروبى، خاصة وانه بحلول عام 2025 سيتم تطبيق مواصفات البصمة الكربونية بالاتحاد الأوروبي، وسوف تتبعها العديد من الدول الأخرى التى سوف تسير على نفس المواصفات فى استيراد منتجاتها من الخارج.
وقد أكد المهندس أشرف الجزايرلي، رئيس مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات إن قطاع الصناعات الغذائية برغم التغيرات الاقتصادية العالمية استطاع أن يحقق نجاحات كبيرة على مستوى تغطية السوق المحلي والتصدير، مشددا على أن القطاع سيستمر في العمل لتحقيق مستهدفات العمل الوطني خلال المرحلة المقبلة وتعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لضمان تنفيذ السياسات الاقتصادية الفعالة.
ولفت الى انه سيتم تنفيذ عدد من مشروعات التعاون فى أكثر من محور لدعم منظور الاستدامة فى قطاع الصناعات الغذائية، منها توفير منتجات الطباعة والتغليف بالقرب من المصانع الغذائية واستخدام مواد التعبئة والتغليف المستدامة، حيث أصبحت أساسية للتصدير، بالإضافة إلى مشروعات تقليل الفاقد والمهدر فى اللوجيستيات.
أكد “الجزايرلي” أن مصر تُعد أكبر سوق زراعي في المنطقة، وهو ما يجعلها لاعبا رئيسيا في قطاع الصناعات الغذائية الذي يعد ركيزة أساسية للاقتصاد المصري.
وقال الدكتور شريف الجبلي، رئيس غرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات ان تحقيق الاستدامة فى مجال التعبئة والتغليف لها تاثير كبير في تخفيف الضغط علي البيئة والذي أصبح متطلب رئيسي من متطلبات النفاذ للاسواق العالمية ، مشيراً الى أن هناك عدد من التحديات التي تواجه تطبيق الاستدامة في قطاع التعبئة والتغليف ، يأتي علي رأسها ارتفاع تكلفة انتاج مواد جديدة صديقة للبيئة علي المدي القصير وعدم وعي المستهلك بأهمية الالتزام بتطبيقات الاستدامة للبيئة و قدرة سلاسل الإمداد علي توفير المواد الطبيعية وهو ما يتطلب تطوير ونقل التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال والبدء في استخدام أسلوب التعبئة الذكية.