6/12/2024–|آخر تحديث: 6/12/202403:48 م (بتوقيت مكة المكرمة)
صرح ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ريك بيبركورن، أن المنظمة لم تتلق أي تحذير مسبق بشأن الهجوم الإسرائيلي الذي تعرض له مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة فجر أمس الخميس وأدى إلى استشهاد أكثر من 30 شخصا.
وأكد بيبركورن في مؤتمر صحفي من جنيف عبر الفيديو أن المستشفى “يعمل بالحد الأدنى حاليا”، مما يهدد حياة المرضى.
وانسحب الجيش الإسرائيلي من مستشفى كمال عدوان بعد اقتحام دام عدة ساعات، شمل اعتقال كوادر طبية ومرضى وإجبار من كانوا بالمستشفى على مغادرته.
وشهدت المناطق المحيطة بالمستشفى ليلة دامية، حيث شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات مكثفة استهدفت المنازل المأهولة بالسكان، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا. وقد أدت هذه الهجمات إلى زيادة الضغط على المستشفى، الذي استقبل العديد من الشهداء والجرحى في وقت قصير، مما فاقم من تحديات تقديم الرعاية الصحية في ظل الظروف الراهنة.
من جهته، أعلن مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية -فجر اليوم الجمعة- أن المستشفى تعرض “لغارات إسرائيلية عدة منذ الصباح” أسفرت عن سقوط “عدد كبير من الشهداء والجرحى”.
وأضاف أبو صفية أن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل 4 من الطاقم الطبي، مما زاد من تعقيد الوضع الطبي في المستشفى الذي يعاني من نقص حاد في الموارد نتيجة الحصار الإسرائيلي الخانق.
وتابع أبو صفية أن المستشفى يواجه الآن تحديات كبيرة، إذ “لم يتبق أي جراحين” في المستشفى، مما يزيد من صعوبة تقديم الرعاية الصحية للجرحى. ويذكر أن المستشفى تعرض لغارات متتالية على الجانبين الشمالي والغربي، مصحوبة بنيران كثيفة.
استهداف المؤسسات الطبية
وأكد الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع ويقوم بإفراغه من المرضى ومرافقيهم، ويقتاد عددا من الفلسطينيين إلى جهة مجهولة بعد اعتقالهم، مع تواجد الدبابات والمدرعات داخل وفي محيط المستشفى”.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي الشرس على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهدت المستشفيات عمليات استهداف متكررة، مما أضر بقدرتها على تقديم الرعاية الصحية اللازمة للسكان.
بدوره، أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن إسرائيل تسعى إلى تدمير آخر مستشفى منهار في شمال غزة، في إطار تنفيذ جريمة التهجير القسري للسكان الفلسطينيين.
وذكر البيان أن الاستهداف العسكري المباشر والمتكرر، إلى جانب فرض حصار خانق على المنطقة، يهدف إلى إضعاف آخر مقومات الحياة، بما في ذلك المستشفيات التي تعد شريان الأمل للسكان المحاصرين.
ولقت المرصد إلى أن قوات الاحتلال واصلت هجماتها على منطقة بيت لاهيا في شمال غزة في وقت مبكر من صباح اليوم، مستهدفة المنازل والشوارع، قبل أن تقوم بحصار مستشفى كمال عدوان. ولا يزال هذا المستشفى -إلى جانب مستشفيين آخرين- يعمل بشكل جزئي رغم التدمير المتواصل والمخاطر التي تواجه الطواقم الطبية.
موقف حماس
طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منظمة الصحة العالمية بإرسال لجنة دولية للتحقيق فيما يتعرض له مستشفى كمال عدوان وكافة المنشآت الصحية في قطاع غزة من استهداف متكرر وقصف، معتبرة أن هذه الجرائم تمثل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية.
وأكدت الحركة أن هذه الأعمال تؤكد تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون، الذي اعترف بأن “إسرائيل تقوم بتطهير عرقي في شمال قطاع غزة”.
كما دعت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الجرائم الوحشية بحق الفلسطينيين، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، مشددة على ضرورة تفعيل القوانين والقرارات التي من شأنها حماية المدنيين العزل وتقديم الدعم اللازم للقطاع الصحي في غزة.
ويضيف هذا التصعيد من قبل الاحتلال الإسرائيلي مزيدا من الضغوط على القطاع، الذي يعاني من أزمة إنسانية خانقة، ويزيد من معاناة السكان في ظل نقص الموارد الأساسية والطبية.