تبذل الدولة المصرية جهودا كبيرة في سبيل توطين صناعة اللقاحات، مما يساهم في بناء بنية تحتية قوية للرعاية الصحية في مصر يخدم الأجيال القادمة.
مصر ستحصل علي المستحضر المُركز من لقاح شلل الأطفال
كشف الدكتور شريف الفيل رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للأمصال واللقاحات ، جهود الدولة المصرية في توطين صناعة اللقاحات والأمصال ، ودور « فاكسيرا » في هذا الملف الهام .
وأضاف الفيل ، في تصريحات له علي هامش حفل توقيع عدد من الاتفاقيات وإطلاق التحالف المصري لإنتاج اللقاحات ، إن هناك من مذكرات التعاون لإنتاج لقاحات الالتهاب السحائي ، بالاضافة الي الشراكة الهامة مع أحدي الشركات الهولندية لإنتاج لقاح شلل الأطفال «الحقن » مشيرا إلي أن الاتجاه الجديد للشركة جلب المادة المركزة من اللقاحات وإنهاء مراحل التصنيع النهائية في مصر بخلاف ما كان يحدث في السابق من تعبئة أو تغليف اللقاحات فقط وهذا يعد نوع من التطور في عملية الإنتاج بما يمثل 65% من العملية الكاملة.
وتابع الفيل قائلاً : إن مصر ستحصل علي المستحضر المُركز من لقاح شلل الأطفال ، ونقوم بباقي عمليات التصنيع وستكون البداية من يناير 2025 ، مشيراً إلي ان هذا الأمر بالاضافة الي تأمين إحتياجات مصر سيكون بمثابة شهادة عالمية للإنتاج المصري .
وأشار الفيل إلي مصر تسعي للإكتفاء الذاتي من اللقاحات وفتح الباب أمام التصدير للقارة السمراء وسد إحتياجات افريقيا من كافة اللقاحات موضحاً إن إحتياجات مصر من لقاح شلل الأطفال من 10 مليون الي 12 جرعة سنوياً بما يوفر في هذا المستحضر فقط 15 مليون دولار بالاضافة الي تعزيز الأمن القومي وتشغيل الأيدي العاملة .
وأوضح أن توطين صناعة اللقاحات والأمصال وتغطية احتياجات السوق المحلي له دور كبير في جعل المستحضر متوافرا والحفاظ على سعر مناسب يناسب الموطن في السوق المحلي، لافتا إلى أن الدولة تولي اهتماما خاصا في تصنيع اللقاحات والأمصال وتوطينها داخل السوق المحلي، مثمنا دعم القيادة السياسية لتوفير الإمكانيات اللازمة من أجل إنتاج كافة اللقاحات والأمصال وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها مع تصدير الفائض من الإنتاج للدول الأخرى.
وأشار إلى أنه من خلال اتفاقية التعاون سنتمكن من تحقيق أعلى معدلات الجودة للمستحضر من خلال منظمة الصحة العالمية بعد الحصول على تصريح من “W ho” والتي تؤهلنا للحصول على تصريح بالتصدير للسوق الإفريقي .
صناعة لقاحات محلية
تستهدف القيادة السياسية تعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية في مصر من خلال إنشاء صناعة لقاحات محلية ذات جودة قادرة على تحقيق أقصى قدر من الاكتفاء الذاتي في اللقاحات الأساسية مع تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لتصدير اللقاحات.
ولذا كانت أولى هذه الخطوات هو الإعلان عن تدشين التحالف المصري لمصنعي اللقاحات (EVMA )، الذي تم تشكيله في إطار التوجيهات الرئاسية لتعزيز قدرة البلاد علي إنتاج لقاحات فاعلة وآمنة تلبي الاحتياجات المحلية والأفريقية، وتم تعزيز تلك التوجيهات بصدور قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 719 لسنة 2024، بصياغة “إستراتيجية وطنية موحدة لتوطين صناعة اللقاحات”.
ويسعى إلى تنمية القدرات الوطنية من خلال تأسيس مركز تدريبي إقليمي (EVMA-RCCN ) لتأهيل الكوادر المصرية والأفريقية في التصنيع الحيوي، كما يهدف التحالف إلى تعزيز تنافسية مصر كمركز تدريبي معتمد لأفريقيا، ودعم الابتكار، ووضع استراتيجيات فعالة لدخول الأسواق الأفريقية، فضلًا عن مساعدة الشركات للحصول على اعتماد منظمة الصحة العالمية.
ويعمل التحالف، الذي يضم عددًا من الشركات المحلية الرائدة مثل «مدينة اللقاحات المصرية» و«فاكسيرا» و«جينفاكس» و«بيوجينيرك فارما» و«مدينة الدواء المصرية»، و«إيفا فارما»، وذلك بمساهمة اكثر من 9 شركات عالمية ناقلة لتكنولوجيا التصنيع وذات الخبرة العالية في تصنيع اللقاحات، وهذا التحالف مدعوم بإشراف حكومي مباشر من وزارة الصحة والسكان، والهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية وهيئة الدواء المصرية.
اما عن المبادرة الإستراتيجية لتوطين صناعة اللقاحات، فهي أكثر من مجرد مسعى اقتصادي؛ إنها شهادة على التزام مصر بتأمين مواطنيها، من خلال تأمين إمدادات محلية من اللقاحات، بغض النظر عن الظروف العالمية، وتحقق ذلك برؤية قيادة سياسية واعية وطموحة في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وعن الركائز الأساسية للإستراتيجية فهي استهداف العقود طويلة الأجل لتأمين سوق مستقرة لمصنعي اللقاحات المحليين من خلال الدخول في اتفاقيات شراكة ممتدة، وبالتالي تحفيز النمو والابتكار في الصناعة، والوصول إلى الأسواق الأفريقية من خلال التعاون مع الاتحاد الأفريقي لتسهيل تصدير اللقاحات المصنعة في مصر إلى الأسواق الأفريقية .
فضلا عن إشراك الشركات في تحقيق الأهداف الاقتصادية الوطنية مثل نقل التكنولوجيا وبناء القدرات ودعم البحث العلمي، بالإضافة إلي الحوافز المالية من خلال تقديم مصر إعفاءات ضريبية ودعم الاستثمارات الجديدة.
وكذلك إنشاء منصة للتعاون بين الشركات المحلية لتجنب التنافس غير الصحي.
كما ان الاستراتيجية تتضمن أهدافًا قصيرة المدى تشمل توطين 50% من إنتاج اللقاحات محليًا، كما تتضمن الأهداف متوسطة المدى توطين 75% من إنتاج اللقاحات بحلول عام 2035، مع تطوير شراكات بحثية واعتماد أربعة لقاحات إضافية، أما الأهداف طويلة المدى فتشمل تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل بنسبة 100% بحلول عام 2040، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لإنتاج وتصدير اللقاحات، وزيادة الصادرات بنسبة 50% مع فتح أسواق جديدة.
ومن النتائج المتوقعة من ركائز الإستراتيجية زيادة الإنتاج المحلي لتلبية الاحتياجات الوطنية، وتعزيز الصادرات إلى الدول الأفريقية، وخفض الإنفاق على واردات اللقاحات، وتحسين جودة الإنتاج المحلي وزيادة قدرته التنافسية العالمية.