7/12/2024–|آخر تحديث: 7/12/202407:05 م (بتوقيت مكة المكرمة)
قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن استئناف قطر لدورها وسيطا في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة جاء بعد مرحلة من الاتصالات المستمرة مع مختلف الأطراف رغم التحديات السابقة.
وأوضح في مقابلة مع قناة الجزيرة أن هناك أجواء جديدة تعكس تحولا في الطرح مع ظهور لغة واقعية على طاولة المفاوضات تعبر عن وجهة نظر الأطراف، مع إبقاء التفاؤل الحذر حيال التوصل إلى اتفاق.
ولفت المتحدث باسم الخارجية القطرية إلى أن قرار تجميد المفاوضات في السابق كان نتيجة غياب الجدية لدى الأطراف المعنية، لكن الاتصالات لم تتوقف، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية تشهد وجهات نظر وأفكارا جديدة قيد النقاش.
وعن طبيعة المرحلة الحالية، قال الأنصاري إن العنوان الذي وضع منذ البداية هو “التفاؤل الحذر”، إذ يدفع التفاؤل نحو بذل كل ما يلزم لإنهاء الأزمة، مع التحفظ تجاه العقبات الميدانية التي تعوق التوصل إلى اتفاق.
وأشار إلى أن قطر لن تغلق بابها أمام أي أفكار تُطرح، لكنها لن تُستخدم لتسويق موقف سياسي معين.
ليست جوهرية
وفي تعليقه على تصريحات رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أثناء منتدى الدوحة بشأن الخلافات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، أكد الأنصاري أن الخلافات بالفعل ليست جوهرية، لكن ما يوقف التوصل إلى اتفاق هو تقديم مصالح سياسية ضيقة على القضايا الإنسانية.
وانتقد ربط دخول المساعدات أو وقف آلة القتل بمواقف سياسية ضيقة، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هناك لغة واقعية تسود المفاوضات منذ فترة، ويبقى الوصول إلى اتفاق هو التحدي الرئيسي.
وبشأن المقترحات المطروحة حاليا، أوضح الأنصاري أن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن تفاصيل محددة، لكنه أكد أن قنوات الاتصال تبقى مفتوحة، وأن النقاشات مستمرة مع جميع الأطراف المعنية لتطوير رؤية مشتركة تخدم تحقيق الاستقرار.
وعن تأثير المرحلة الانتقالية في الإدارة الأميركية على المفاوضات، قال الأنصاري إن قطر لديها خبرة طويلة في التعامل مع الإدارات الأميركية المتعاقبة، مدركة طبيعة النظام الديمقراطي وفترات الانتقال السياسي في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن بلاده تواصل العمل مع الإدارة الحالية حتى اللحظة الأخيرة، مع الحفاظ على قنوات الاتصال مع الفريق الانتقالي للإدارة القادمة، لضمان استمرار الحوار حول إنهاء الأزمة.
فرصة ضائعة
وفيما يخص الملف السوري، أكد الأنصاري أن النظام السوري لم يستغل الفرصة التاريخية للمصالحة مع شعبه، مما أدى إلى تراكم الأزمات وتصاعد التوترات الأمنية في البلاد.
وأوضح أن قطر مستمرة في دعوة النظام للاستجابة لمبادرات جنيف وقرارات الشرعية الدولية، وتعمل على خفض التصعيد بالتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية، لضمان تحقيق تطلعات الشعب السوري بأسرع وقت.
كما أشار الأنصاري إلى أن قطر كانت منخرطة منذ البداية في دعم الشعب السوري والتخفيف من معاناته، مؤكدا أن الاجتماعات المنعقدة على هامش منتدى الدوحة تمثل فرصة للخروج بمواقف موحدة عربيا ودوليا تسهم في إنهاء التصعيد وإبعاد شبح الحرب عن سوريا.
وفي تعليقه على التطورات الإقليمية، حذر الأنصاري من أن استمرار الأزمات في غزة وسوريا قد يؤدي إلى حالة انهيار إقليمي شامل، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإيقاف آلة الحرب وضمان معالجة الأزمات بشكل تدريجي يحقق السلام والاستقرار في المنطقة.