رصدت كاميرا قناة الجزيرة الأوضاع داخل منزل الرئيس السوري السابق بشار الأسد في حي المالكي الراقي بالعاصمة دمشق، بعد سقوط نظامه ودخول المعارضة السورية المسلحة إلى العاصمة.
وجال مراسل الجزيرة منتصر أبو نبوت في أرجاء المنزل السكني الذي كان يعيش فيه بشار الأسد مع أسرته.
ويقع المنزل في منطقة المالكي، المعروفة برقيها، والتي كانت مغلقة على مدار سنوات أمام عامة الشعب، مما جعل دخول المدنيين إلى هذه المنطقة لحظة تاريخية واستثنائية.
وخلال الجولة، وثقت كاميرا الجزيرة الفوضى التي عمت أرجاء المنزل نتيجة غضب الأهالي الذين توافدوا من مختلف المحافظات السورية، لزيارة المكان الذي لطالما كان رمزا للسلطة.
وشوهدت جموع من الأطفال والنساء والرجال يتجولون بحرية للمرة الأولى داخل أروقة المنزل، حيث قال بعض السكان إنهم لم يتمكنوا سابقًا من الاقتراب من هذه المنطقة المحظورة.
ويتميز المنزل بطابع دمشقي تقليدي في تصميمه الداخلي وتأثيثه، ويحتوي على غرف نوم وأثاث فاخر يعكس حياة الرفاهية التي عاشتها الأسرة الحاكمة.
كما يحتوي على حديقة خلفية وأخرى أمامية مزينة بالأشجار والمساحات الخضراء، مما يعكس طبيعة الحياة المترفة التي كانت تتمتع بها الأسرة.
اقتحام الآلاف
وأشار المراسل إلى أن المنزل شهد اقتحام آلاف السوريين منذ الصباح، بينهم وفود جاءت من محافظات بعيدة مثل دير الزور، السويداء، إدلب، ودرعا.
وخلال الجولة، صعد مراسل الجزيرة إلى سطح المنزل، حيث تطل الشرفة على العاصمة دمشق، موفرًا رؤية واضحة لجبل قاسيون ومعالم أخرى للمدينة.
وأكد المراسل أن المنزل، مقارنة بقصر الشعب الضخم الذي تم توثيقه سابقا، يبدو أكثر تواضعا من حيث الحجم، لكنه يتميز بطابعه الدمشقي القديم الذي يعكس هوية المنطقة، ومع ذلك، تبرز فيه مظاهر الرفاهية التي تعكس حياة الأسر الحاكمة.
وفي الحديقة الخلفية، تجمع عشرات المدنيين لمشاهدة المكان، بينما بقي آخرون يستكشفون قاعات المنزل وغرفه المختلفة، وسط أجواء اختلطت فيها مشاعر الغضب والفرح بالنصر.
ويأتي هذا المشهد ضمن لحظة مفصلية في تاريخ الثورة السورية، حيث تحقق شعار المتظاهرين الذين طالبوا منذ سنوات بالدخول إلى قصور الأسد، وتحول ما كان يوما رمزا للهيمنة إلى مكان يزوره المواطنون بحرية.
وسقط فجر اليوم الأحد نظام بشار الأسد، إثر فقدانه السيطرة على العاصمة دمشق ودخولها في قبضة فصائل المعارضة السورية المسلحة.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اندلعت اشتباكات بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب.
واستطاعت قوات المعارضة بعد ذلك فرض سيطرتها على حلب وإدلب وحماة ودرعا ومن ثم السويداء وحمص، وأخيرا دمشق.