في أزقة ضيقة بمنطقة غرب المساكن الشعبية في سوهاج، كانت حياة رمضان ج أ، تسير ببطء يشبه رتابة أيامه، شاب في العقد الثالث من عمره، عانى مثل كثيرين من قلة الفرص ووطأة الظروف المعيشية.
عامل بسيط يسعى لتوفير قوت يومه، لكن طريقه تداخل مع عتمة الاتجار بالمخدرات، حيث أصبح ضحية لظروف دفعته لاتخاذ هذا الطريق الوعر.
لحظة السقوط
في أحد أيام يناير الباردة، جاءه اتصال لم يكن يتوقع أنه سيكون بداية النهاية، رتّب لقاءً لتسليم “البضاعة”، لكنه لم يعلم أن السلطات كانت قد رصدت تحركاته، وعند لحظة المواجهة، لم يكن بيده سوى حقيبته وبعض الأحلام المشوهة، ليجد نفسه مقيدًا أمام رجال مكافحة المخدرات.
لحظة الضبط عليه لم يُرَ سوى شاب غارق في خيباته، رغم وجود السلاح الأبيض بحوزته، إلا أن نظراته بدت أقرب لشخص يدافع عن نفسه في وجه أقدار قاسية، أكثر من كونه مجرمًا محترفًا.
الحكم الذي قلب حياته
داخل قاعة محكمة جنايات مستأنف سوهاج، لم تكن دموع رمضان قادرة على تغيير مصيره، سُطرت عليه 6 سنوات من السجن المشدد، وغرامة تعادل أحلامًا دفنتها الظروف، قدرها 100 ألف جنيه.
لم يكن الحكم مجرد قرار قانوني، صدر برئاسة المستشار خالد أحمد عبدالغفار، وعضوية المستشارين خالد محمد عبدالشكور واسامة علي فراج، وأمانة سر محمد عبدالحميد، ليكن عبرة لغيره بل كان نقطة فاصلة في حياة شاب تتصارع بين الخطأ والأمل في فرصة ثانية.
صدى الحكاية
بين جدران زنزانته، قد يعيد رمضان التفكير في كل ما حدث، قد يندم على لحظة ضعف، أو يتمنى لو أن أحدهم مد له يد المساعدة بدلًا من الوقوع في شرك المخدرات.