طوت الثورة السورية صفحة الرئيس المخلوع بشار الأسد بعد دخول المعارضة المسلحة العاصمة دمشق، فجر اليوم الأحد، إثر سلسلة انتصارات ميدانية متسارعة بدأت من حلب ثانية كبرى المدن السورية.
ويعتقد الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي أن هناك تحديات آنية وسريعة تتعلق بفصائل المعارضة وكيفية تنظيم نفسها ومنع الاقتتال فيما بينها خاصة أنها تضم طيفا واسعا من عدة توجهات.
وأوضح مكي -في حديثه للجزيرة- أن المشكلة تصبح أكبر إن كان لدى بعض الفصائل مرجعيات خارجية أخرى، مشيرا إلى أن التدخل الخارجي في الشأن السوري متوقع سواء للمساعدة أو للفوضى.
وأعلنت المعارضة السورية المسلحة سقوط نظام الأسد، ودخول قواتها إلى العاصمة دمشق تتويجا لسلسلة من الانتصارات الخاطفة التي حققتها في الأيام الماضية.
وشهدت معظم المدن السورية، بما فيها حماة وحلب وحمص التي سيطرت عليها المعارضة في الأيام القليلة الماضية، احتفالات تخللها إسقاط تماثيل لبشار الأسد ووالده حافظ الأسد.
وقبيل دخولها المدن السورية الكبرى والعاصمة دمشق تعهدت قيادة المعارضة المسلحة -ممثلة بقائدها أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولاني- بأن تكون الثورة سلمية وألا تتعمد المس بأي طائفة أو مكون من مكونات الشعب السوري.
وعرض الشرع على منتسبي القوات الأمنية في نظام الأسد المخلوع، تسليم سلاحهم للمعارضة والحصول مقابل ذلك على الأمان والبقاء بمنازلهم دون المساس بهم.
وحسب مكي، فإن التحدي الداخلي الأهم يبقى تأسيس مجلس انتقالي يوضح آلية الحكم المقبلة، وفيما إذا كان سيكون نظاما فدراليا أو مركزيا، مشيرا إلى أن استمرار رئيس الوزراء التابع للرئيس المخلوع مؤقت ولن يستمر سوى أيام.
لكن مكي استدرك بالقول إن المشكلة الأخطر تبقى العدالة الانتقالية في ظل وجود مظالم كبيرة وقعت على مدار السنوات والعقود الماضية.
وأكد ضرورة أن تأخذ العدالة مجراها مع وجود تطمينات لأصحاب المظالم بأن القانون والقضاء سيطبق على الجميع بدلا من الثأر الشخصي، إلى جانب ملاحقة من نهب أموال الشعب وارتكب جرائم بحقه رغم إقراره بأن المسار سيكون طويلا.
وفي سياق ذي صلة، قال الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات إن أحدا لم يتحسر على سقوط بشار الأسد في الداخل أو الخارج بمن في ذلك حلفاؤه الروس والإيرانيون، مشددا على ضرورة أن تكون مواقف الدول ليست كلامية فحسب وإنما مقترنة بأفعال.
ويتهم الأسد بالمسؤولية عن قتل مئات آلاف السوريين وتشريد وتهجير الملايين الذين ثاروا للمطالبة بإسقاط حكمه في عام 2011، حيث واجه الاحتجاجات والمظاهرات بيد من حديد مستعينا بروسيا وإيران ومليشيات طائفية.