شهد الدكتور رمضان عبدالله الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، الندوة التثقيفية بكلية القرآن الكريم بطنطا، حول تغيير المفاهيم المغلوطة لدى أبنائنا طلاب الجامعة.
وفي كلمته أوضح نائب رئيس الجامعة أن الأمة الإسلامية أمة وسطى لا تطرف فيها ولا غلو، وأن هذه الأمة جاء وصفها كذلك؛ لأنها دون الأنبياء وفوق الأمم، مستدلًا بقوله تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) .
كما استشهد بقوله صلى الله عليه وسلم (يدعى نوح يوم القيامة ، فيقول : لبيك وسعديك يا رب . فيقول : هل بلغت ؟ فيقول : نعم يا رب ، فيقول لأمته : هل بلغكم ؟ فيقولون : ما أتانا من نذير . فيقال : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمته . قال صلى الله عليه وسلم : فيشهدون أنه قد بلغ ، ويكون الرسول عليهم شهيدا ، فذلك قوله : وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا، والوسط : العدل).
وقوله صلى الله عليه وسلم:« أُعْطِيَتْ أمتِي ثلاثًا لم يُعْط إِلَّا الْأَنْبِيَاء. كَانَ الله -تَعَالَى- إِذا بعث النبي قَالَ لَهُ: ادعني استجب لك، وقال لهذه الأمة: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) {غافر: 60}، وكان الله إذا بعث النبي، قال له: مَا جعل الله عَلَيْك فِي الدّين من حرج، وَقَالَ لهَذِهِ الْأمة: (وَمَا جعل عَلَيْكُم فِي الدّين من حرج)، وكان الله إذا بعث النبي، جعله شَهِيدًا على قومه، وجعل هَذِه الْأمة شُهَدَاء على النَّاس..
وأوضح أن الأزهر الشريف معقل الوسطية، وأن الأزهر يعتمد على الفكر، ويعتمد على ضحد الأفكار المتطرفة بالفكرة والدليل لا بالقوة والعنف، أن موجة الإلحاد ليست جديدة، وإنما هي منذ القدم، مستدلًا بقوله تعالى-على لسان الدهريين وما سموا حديثا بالملحدين-: “وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر” فجاء رد الله عليهم بالدليل والحجه “أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ”
وحينما ظهر الخوارج أو مايعرفون بالمتطرفين في هذا العصر ناقشهم سيدنا علي-رضي الله عنه- بالجحة والدليل، فأرسل إليهم عبدالله ابن عباس، فرد عليهم الدليل بالدليل والحجة بالحجة، فعاد منهم 12ألف ممن خرجوا على سيدنا علي-رضي الله عنه-، فهذا هو منهج الأزهر الشريف، وهذا سر وجود الأزهر إلى الآن، فهو مصدر علوم الدين و الدنيا إلى العالم أجمع.
ومن جانبه رحب الدكتور أحمد عبد المرضي، عميد كلية القرآن الكريم بطنطا بالضيوف موجهًا شكره لفضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب، ورئيس الجامعة، ونائب رئيس جامعة الأزهر، ولعمداء فرع الجامعة بطنطا، وللحضور جميعا، موضحًا أن هناك خطورة شديدة حول الاستخدم السيء للتكنولوجيا و الإنترنت العميق والتطرف الأخلاقي من الاستخدام السيء للتكنولوجيا.