تعهدت الصين اليوم الأربعاء بـ”ردع الأنشطة الانفصالية” لتايوان التي أعلنت بدورها رصد عشرات الطائرات والسفن الصينية حول الجزيرة، الأمر الذي هونت منه واشنطن واعتبرته “متماشيا” مع مناورات كبيرة أخرى أجرتها الصين في السابق.
وردا على سؤال حول النشاطات العسكرية الصينية بالقرب من تايوان قال مكتب شؤون تايوان في الصين اليوم إن بكين لن تسمح بتواطؤ قوات تايوان “الانفصالية” مع قوات خارجية سعيا للاستقلال دون ردع
وقالت المتحدثة باسم المكتب تشو فنغ ليان، خلال إفادة صحفية دورية في بكين، إن الصين تتخذ التدابير اللازمة للدفاع بقوة عن سيادة البلاد والسلامة الإقليمية ولحماية السلام والاستقرار في مضيق تايوان.
وبالتزامن مع تلك التصريحات أعلنت تايوان اليوم أنها رصدت خلال الساعات الـ24 الماضية 53 طائرة عسكرية صينية و19 سفينة بينها 11 سفينة حربية، حول الجزيرة وذلك في إطار تنفيذ الجيش الصيني أكبر انتشار بحري له منذ سنوات عديدة.
وسبق أن أعلنت تايوان أمس الثلاثاء أنها تواجه انتشارا عسكريا صينيا ضخما قرب مياهها، أكبر من ذاك الذي واجهته في أغسطس/آب 2022 ردا على الزيارة التي قامت بها نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك، إلى تايبيه.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية أمس إنها رصدت حول الجزيرة خلال فترة 24 ساعة 47 طائرة عسكرية و12 سفينة حربية صينية.
تهوين أميركي
وفي واشنطن قال مسؤول عسكري أميركي إن الانتشار البحري الصيني متزايد لكنه يتماشى مع مناورات كبيرة أخرى في السابق.
وقال المسؤول العسكري الأميركي، الذي اشترط عدم نشر اسمه، “النشاط العسكري لجمهورية الصين الشعبية متزايد في المنطقة، ويتسق مع المستويات التي شهدناها خلال مناورات كبيرة أخرى”.
ويتناقض هذا التقييم مع ما ذكرته تايوان التي وصفت الانتشار بأنه الأكبر منذ ما يقرب من 3 عقود.
ولم يعلق الجيش الصيني حتى الآن ولم يؤكد أنه يجري أي مناورات. وكان من المتوقع أن تبدأ الصين مناورات للتعبير عن غضبها إزاء جولة رئيس تايوان لاي تشينغ-ته في منطقة المحيط الهادي والتي انتهت يوم الجمعة الماضي وشملت التوقف في ولاية هاواي وإقليم جوام الأميركيين.
لكن المسؤول الأميركي لم يربط بين نشر القوات وجولة الرئيس لاي. وقال “لا نرى أن النشاط في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي يأتي ردا على توقف الرئيس في الولايات المتحدة “.
وأضاف “يعتبر النشاط جزءا من توسع أكبر للوضع العسكري لجيش التحرير الشعبي الصيني والمناورات العسكرية التي يجريها على مدى السنوات القليلة الماضية. وهذه الأنشطة تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتهدد بالتصعيد”.
وتأتي هذه التحركات الصينية فيما تستعد تايبيه لمناورات عسكرية صينية محتملة ردا على الجولة التي قام بها الرئيس التايواني في المحيط الهادي.
المعروف أن الصين تعتبر تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتعارض أيّ اعتراف دولي بالجزيرة.
وتعود جذور النزاع بين تايوان والصين إلى العام 1949 عندما فرّت القوى القومية بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى الجزيرة إثر هزيمتها في بر الصين الرئيسي أمام القوى الشيوعية بقيادة ماو تسي تونغ.
وتنشر بكين مقاتلات ومسيرات وسفنا حربية في محيط تايوان بشكل شبه يومي للضغط على الجزيرة، كما أنها نظمت مناورات عسكرية مرتين في محيط الجزيرة منذ تولى لاي الرئاسة بينما تنتقد خطاباته وبياناته بشكل متكرر.