أفاد مصدر طبي بوقوع عدد من القتلى والجرحى جراء قصف استهدف منطقة حي النهضة بضاحية الإنقاذ جنوبي الخرطوم، في حين قصف الجيش للمرة الأولى مواقع تمركز قوات الدعم السريع في مدينة الأُبيِّض، عاصمة ولاية شمال كردفان وسط السودان، وأعلن إسقاط مسيرتين أثناء محاولة الدعم السريع قصف سلاح المدرعات بالخرطوم، وذلك مع إكمال المعارك في السودان شهرها الثاني.
وفي أم درمان شرق الخرطوم، بث ناشطون صورا أظهرت دمارا في منطقة مجمع المحاكم بشارع الوادي إثر غارة جوية شنتها طائرات الجيش السوداني على موقع لقوات الدعم السريع. وأظهرت الصور دمارا لحق بمخبز في المنطقة، وبمحطة وقود مجاورة لموقع القصف.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش السوداني قصف للمرة الأولى مواقع تمركز قوات الدعم السريع في مدينة الأُبيِّض، عاصمة ولاية شمال كردفان وسط السودان. وأضاف أن الدعم السريع رد بإطلاق مضادات الطيران.
وقال مصدر عسكري مطلع في الجيش السوداني للجزيرة إن قوات الجيش تمكنت من إسقاط مسيرتيْن أثناء محاولة قوات الدعم السريع أمس الثلاثاء قصف سلاح المدرعات بالخرطوم.
وقال مسؤول عسكري طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية، إن استخدام قوات الدعم السريع مسيرات أمر يثير شكوكا بشأن مصدرها. في المقابل، أكدّ مصدر من الدعم السريع للوكالة أنه تم الحصول على المسيرات من مراكز الجيش التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع.
من ناحية أخرى، أفاد مصدر عسكري بالجيش السوداني للجزيرة بأن قوة مشتركة من الاستخبارات العسكرية والمخابرات العامة ضبطت أسلحة مهربة بمنطقة نورة بولاية كسلا شرقي السودان، وأشار إلى أن الأسلحة كانت في طريقها للدعم السريع بالخرطوم، وأن أجهزة الدولة الأمنية كانت تتعقبها ليتم القبض عليها اليوم الأربعاء.
دارفور
وفي غربي البلاد، أفاد مراسل الجزيرة على الحدود السودانية التشادية بسماع دوي القذائف الثقيلة على مدار الساعات الماضية في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور السودانية، ومحيطها. وأضاف أن المعارك بين المسلحين القبليين مستمرة، مما يدفع كثيرين للفرار إلى أدري في تشاد.
ونقل المراسل عن شهود عيان أن الجنينة تعاني من نقص حاد في مياه الشرب والمواد الغذائية، وأن معظم السكان غير قادرين على الفرار منها.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس إن مسؤولية القتال في غرب دارفور تقع على عاتق “المليشيات العربية وبعض المسلحين الذين يرتدون زي قوات الدعم السريع”.
واتهمت قوات الدعم السريع عناصر الجيش السوداني بتأزيم الأوضاع في دارفور، والزج بالمكونات في حرب قبلية، وقالت في بيان إنها تدعو سكان دارفور إلى عدم الاستجابة لما وصفتها بخطابات الكراهية والفتنة، وخاصة في غرب دارفور.
وأكد البيان أن وفد الدعم السريع في مدينة جدة السعودية طلب تسيير جسر جوي إلى مطار الجنينة لإغاثة السكان هناك، وأنه ينتظر استجابة من وصفهم بالانقلابيين.
وتشير تقديرات إلى أن أكثر من 1100 شخص قتلوا جراء القتال في الخرطوم ومدن أخرى مثل الأبيض ونيالا والفاشر والجنينة.
جهود الوساطة
على صعيد آخر، قال قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) إنه يتطلع إلى مضاعفة التنسيق مع الأمم المتحدة والدول العربية والغربية المشاركة في جهود الوساطة لحل الأزمة السودانية، ولتأمين وصول المساعدات إلى كل أنحاء البلاد.
واعتبر حميدتي أن جهود هذه الأطراف الوسيطة تساعد في تخفيف المعاناة الإنسانية بالسودان، مبديا تقديره لهذه الجهود.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن إشراك شركاء إقليميين، مثل مصر والإمارات، في المفاوضات بين طرفي الصراع في السودان بمدينة جدة قد يكون مفتاحا لإحراز تقدم في التفاوض.
ونقلت الوكالة عن مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية قوله إن الأطراف الحالية في جدة بحثت توسيع المشاركة في المفاوضات، مضيفا أن مصر والإمارات لديهما نفوذ محدد على طرفي النزاع في السودان يمكن أن يكون مفيدا.
كما نقلت الوكالة عن دبلوماسيين مطلعين قولهم إن المفاوضات في جدة كانت تتعثر جزئيا بسبب غياب اللاعبين الرئيسيين بما في ذلك مصر والإمارات.
أوضاع إنسانية
في إطار آخر، قال مراسل الجزيرة إنّ أكثر من 15 ألف شخص تجمعوا عند الحدود السودانية المصرية، يواجهون أوضاعا معيشية صعبة.
ويسعى العالقون عند الحدود مع مصر إلى الحصول على تأشيرة دخول من القنصلية المصرية في مدينة حلفا شمالي السودان، خصوصا بعد فرض السلطات المصرية تأشيرة على النساء والأطفال وكبار السن.
من جهته، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن الأوضاع في أوكرانيا والسودان تجبر الملايين على الفرار من ديارهم.
وأقر غراندي، في مؤتمر صحفي بجنيف، بصعوبة معرفة العدد الحقيقي للنازحين السودانيين؛ وعلل ذلك بعدم قدرة المفوضية على الوصول إلى النازحين بشكل كامل بسبب استمرار النزاع المسلح.