قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الخميس، إن الاتحاد لم يكن ليختار مسار تطبيع علاقاته مع النظام السوري مثلما فعلت الجامعة العربية، مشددا في مؤتمر دولي بالعاصمة البلجيكية بروكسل لدعم اللاجئين السوريين على أنه لا يمكن للأسرة الدولية تجاهل محنة هؤلاء اللاجئين.
واعتبر بوريل في كلمته أمام مؤتمر “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” أن الظروف غير متاحة لتغيير سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه سوريا، وأكد أن الاتحاد “لن يتراجع عن دعم الشعب السوري”.
وقال مراسل الجزيرة في بروكسل إنه كان من المتوقع أن يسيطر موضوع اللاجئين السوريين على اليوم الختامي لمؤتمر دعم سوريا، إلا أن موضوع عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية سيطر على نقاشات اليوم.
وقال بوريل إن دول الاتحاد الأوروبي لم تكن تتمنى أن تطبع الجامعة العربية علاقاتها مع النظام السوري (الشهر الماضي)، وتخشى دول الاتحاد أن يؤدي هذا التطبيع إلى إبعاد إمكانية تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 2254 الخاص بحل أزمة سوريا، ولكنه قال إن الاتحاد مستعد لبحث كل سبل التسوية السياسية في سوريا.
ملف اللاجئين
كما تحدث المسؤول الأوروبي عن تقديم الاتحاد دعما ماليا لسد حاجيات اللاجئين السوريين بقيمة مليار و500 مليون يورو هذه السنة، و300 مليون يورو في السنة المقبلة.
غير أن منظمات دولية وبعض الدول العربية المستضيفة للاجئين السوريين ترى في هذا الدعم الأوروبي بأنه غير كاف.
ويُختتم اليوم في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل المؤتمر الدولي الذي يهدف إلى جمع الأموال من أجل سوريا، والتي ضربها زلزال قوي هذا العام، مما فاقم المحنة القاسية التي تعاني منها منذ اندلاع صراع في 2011.
ووصف 3 مسؤولين في الأمم المتحدة يشرفون على جهود الاستجابة الإنسانية في سوريا؛ الاحتياجات في سوريا بأنها ضخمة، وقالوا إن عُشر التمويل المطلوب فقط هو الذي تم تأمينه حتى الآن لمشروعات عام 2023 لمساعدة السوريين في الداخل، واللاجئين منهم في المنطقة.
وجاء ذلك في بيان مشترك لكل من مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آخيم شتاينر.
وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 14 مليون سوري فروا من منازلهم منذ 2011، ولا يزال نحو 6.8 ملايين من النازحين داخل سوريا التي يعيش فيها كل السكان تقريبا تحت خط الفقر.
ويعيش نحو 5.5 ملايين لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.
وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أعلن، أول أمس الثلاثاء، أنه اضطر لخفض مساعداته الغذائية للسوريين بنحو النصف جراء نقص التمويل، إذ قلص مساعداته إلى قرابة 2.5 مليون شخص من قرابة 5.5 ملايين كانوا يعتمدون على مساعدات البرنامج.