قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: الوحي هو قضية فاصلة ينبغي أن نؤمن بها جميعا حق الإيمان، فلا سبيل للإيمان بالإسلام بغير الإيمان بالوحي، فمجرد المعرفة بأن الإسلام يدعو للإيمان بالوحي لا تسمى إيمانا، فالإيمان هو التصديق والإذعان والتسليم.
ما المقصود بـ الإيمان بالوحي؟
وتابع علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: فالإيمان بالوحي يجعل المؤمن به إنسانا حضاريا سواء أكان عالما أو متعلما، سواء أكان قارئا أم أميا، يجري الله الحكمة على لسانه من تلك البسائط الإلهية، لأنه آمن بما أراد الله أن يؤمن به وصدق فعرف الحقيقة على وجهها، فكان بذلك الإنسان الذي أراده الله.
وأشار علي جمعة إلى أن الإيمان بخاتمة الوحي على خاتم الأنبياء أساس الإيمان بقضية الوحي الكلية، فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بدعا من الرسل، بل كل واحد في مسيرة إخوانه الأنبياء الأكرمين، قال تعالى : ﴿قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِى وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ [الأحقاف :9]. وقال سبحانه : ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا* وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النساء :163، 164].
وأضاف: قد أدرك شيخ الإسلام مصطفى صبري تلك القضية فألف كتابا ممتعا كبيرا وسماه [موقف العقل والعلم والعالم من دين رب العالمين وعباده المرسلين] فأوضح في الكتب الكثير من الأمور المختلطة عند الناس اليوم، تناول الوحي الشريف من مختلف الوجهات.
وشدد عضو هيئة كبار العلماء في ختام حديثه، قائلا: نقصد بالإيمان بالوحي الإيمان بأن الله أنزل كتبا وشرائع للبشر تبين لهم طريقه وأحكامه، وجعل فيها صلاحهم ونجاتهم في الدارين.