أعلنت روسيا عن رؤيتها لحل الأزمة الأوكرانية والظروف التي يمكن فيها أن تستخدم سلاحها النووي، في حين أكدت أوكرانيا أنها استعادت السيطرة على نحو 100 كيلومتر مربع من أراضيها.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن استخدام السلاح النووي من قبل روسيا ممكن فقط لأغراض دفاعية.
وأضافت، في مؤتمر صحفي، أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي أو تطبيق ما يعرف بالنموذج الإسرائيلي للتعاون بين الجانبين لا يمكن أن يساعد في تسوية الوضع بأوكرانيا.
وتحدثت عن ما يمكن أن يوصف بشروط موسكو لحل الأزمة، قائلة إن تسوية الأزمة في أوكرانيا سيكون بعودتها إلى ما وصفها بوضعية الحياد، وتأكيد وضعها غير النووي، والاعتراف بالمناطق الجديدة وفق الحقائق الراهنة، وضمان كييف للحقوق الأساسية لمواطنيها والسكان الناطقين باللغة الروسية وممثلي الأقليات بما في ذلك منح اللغة الروسية وضعا رسميا، ووقف الأعمال القتالية، وعلى الدول الغربية وقف مد كييف بالأسلحة.
أوكرانيا: حررنا 7 تجمعات سكنية
وفي تطورات الهجوم الأوكراني المضاد؛ قال قائد عسكري أوكراني كبير اليوم الخميس إن أوكرانيا استعادت السيطرة على أراض تجاوزت مساحتها 100 كيلومتر مربع في هجومها المضاد على القوات الروسية.
وأكد المتحدث باسم هيئة الأركان العامة الأوكرانية الجنرال أوليكسي هروموف، في إفادة صحفية بأنه في المراحل الأولى من الهجوم، الذي قالت أوكرانيا إنه بدأ الأسبوع الماضي، تم تحرير 7 تجمعات سكنية في دونيتسك بشرق البلاد وفي زاباروجيا بالجنوب.
وأضاف “مستعدون لمواصلة القتال لتحرير أراضينا بأيدينا فقط”.
وصرح مسؤولون عسكريون بأن الجيش الأوكراني تقدم بما يصل إلى 3 كيلومترات بالقرب من قرية مالا توكماتشكا في قطاع زاباروجيا، وبما يصل إلى 7 كيلومترات بالقرب من قرية في جنوب فيليكا نوفوسيلكا في قطاع دونيتسك.
ولم تعترف روسيا، بالتقدم الأوكراني. ويقول كل جانب إن الطرف الآخر تكبد خسائر فادحة منذ بدء الهجوم المضاد، ونادرا ما تعلق موسكو أو كييف على خسائرهما.
هجمات جوية وإسقاط مسيّرات
من ناحية أخرى، أعلنت السلطات الروسية في القرم إسقاط 9 مسيّرات أوكرانية فوق شبه الجزيرة.
وقالت السلطات الروسية إنه تم تدمير ثلاث منها عبر معدات إلكترونية، فيما أسقطت البقية بواسطة قوات الدفاع الجوي.
وأشارت إلى أن إحدى الطائرات المسيرة انفجرت في قرية دوكوتشاييفو دون أن تتسبب في إيقاع ضحايا.
كما نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزارة الدفاع الروسية قولها اليوم الخميس إن القوات الروسية نجحت في قصف منشآت تصنيع طائرات مسيرة في أوكرانيا باستخدام أسلحة عالية الدقة وبعيدة المدى.
ونسبت الوكالة إلى وزارة الدفاع القول إن الدفاعات الجوية الروسية اعترضت 5 صواريخ أُطلقت باستخدام منظومة هيمارس أميركية الصنع وأسقطت 25 طائرة مسيرة.
ومن جهتها، قالت هيئة الدفاع الجوي في كييف إن الأراضي الأوكرانية تعرضت لهجمات صواريخ كروز وطائرات درون اليوم الخميس.
ووفقا للسلطات الأوكرانية، فإن الأهداف الصناعية في منطقة دنيبروبيتروفسك تعرضت لهجوم بـ3 صواريخ كروز، وأضافت أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت أكثر من 20 طائرة مسيرة، 13 منها فوق أوديسا على البحر الأسود.
وقال رئيس الإدارة العسكرية في كريفي ريه إن انفجارات تدوي في المدينة الواقعة جنوب شرقي أوكرانيا.
بدوره، قال المتحدث باسم قوات منطقة تافريا جنوب شرقي أوكرانيا، فاليري شيرشين، إن القوات الأوكرانية تواصل عملياتها القتالية في المنطقة وتنفذ عمليات هجومية وتحقق نجاحات، وفق قوله.
وأكد أن تقدم قواته يأتي في ظل ما وصفها بمعارك شرسة وكثافة في القصف المدفعي وغارات الطيران الروسي.
وفي روسيا نشرت وكالة ريا نوفوستي صور عتاد عسكري قالت إنه لمن وصفتهم بالمخربين الأوكرانيين داخل بيلغورود الروسية.
وأظهرت الصور التي بثتها الوكالة عربات عسكرية ودبابات مدمرة قالت ريا نوفوستي إنها تابعة للقوات الأوكرانية التي حاولت دخول أراضي بيلغورود الروسية.
وتنفي كييف تنفيذ أي هجمات داخل روسيا، وتقول إن عسكريين من الروس رافضين لإدارة بوتين يشنون تلك الهجمات داخل روسيا.
آلاف القذائف لأوكرانيا
وعلى مستوى الدعم الغربي لأوكرانيا؛ قالت وزارة الدفاع النرويجية في بيان اليوم الخميس إن النرويج والدانمارك اتفقتا على التبرع بـ9 آلاف قذيفة مدفعية إضافية لأوكرانيا.
وأضافت أن النرويج ستوفر القذائف، بينما ستتبرع الدانمارك بالصمامات والشحنات الدافعة.
وستتبرع النرويج أيضا بـ7 آلاف قذيفة من مخزونها الخاص، والتي تم إرسالها بالفعل إلى أوكرانيا، وفقا للوزارة.
وذكرت الوزارة أن القذائف يمكن استخدامها في عدة أنواع من المدافع، بما في ذلك مدافع “إم 109” التي تبرعت بها النرويج قبل ذلك.
وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن كندا تعهدت بتوفير 500 مليون دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا بينها صواريخ أرض جو.
وأضاف أن “أهم أولوياتنا حاليا هي توفير احتياجات أوكرانيا من منظومات الدفاع الجوي”، مشيرا إلى أن بلاده وفرت “تدريبا مميزا وقدرات كبيرة للجيش الأوكراني في حربه ضد روسيا”.
مدير الوكالة الدولية للطاقة يزور محطة زاباروجيا
وفي شأن ذي صلة، وصل مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى محطة زاباروجيا النووية الأوكرانية التي تخضع لسيطرة موسكو، وفق ما أعلن مسؤول روسي الخميس.
وكان يفترض أن يقوم غروسي بجولة في المحطة الأربعاء لتقييم الأخطار المحتملة بعد تدمير سد كاخوفكا مصدر مياه التبريد لمفاعلاتها، لكنّ الزيارة أرجئت إلى الخميس لأسباب أمنية.
وتأتي زيارة غروسي عقب اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف الثلاثاء.
انتخابات روسية بمناطق أوكرانية
من جهة أخرى، أعلنت لجنة الانتخابات الروسية الخميس أنها ستنظم انتخابات محلية في العاشر من سبتمبر/أيلول في 4 مناطق أوكرانية ضمتها العام الماضي.
وقالت لجنة الانتخابات على منصة تليغرام “ستجرى انتخابات في المناطق الجديدة للاتحاد الروسي في يوم اقتراع واحد في 10 سبتمبر/أيلول 2023”.
وتهدف هذه الانتخابات وفق قولها إلى انتخاب مجالس محلية وبلدية، علما بأن موسكو لا تسيطر إلّا على جزء من منطقتَي لوغانسك ودونيتسك في الشرق، وزاباروجيا وخيرسون في الجنوب.
ولا تزال هذه المناطق تشهد قتالًا، وتنفذ أوكرانيا حاليا هجوما مضادا يهدف إلى تحريرها.
وفي سبتمبر/أيلول 2022، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمّ مناطق خيرسون وزاباروجيا ولوغانسك ودونيتسك بعد تنظيم استفتاء لم تعترف به كييف ولا الأسرة الدولية.
ويقدّم بوتين هذه المناطق على أنها أراض روسية تاريخية، ويؤكد أنه سيتعين على كييف الموافقة على التخلي عنها لتحقيق السلام، غير أن كييف تستبعد أي مساومة على وحدة أراضيها.