يعتبر محصول القمح أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية والتي تهتم بها الحكومة اهتماماً بالغاً، حيث تتصدر روسيا، قائمة أعلى عشر دول استوردت مصر منها القمح خلال الـ 11 شهرا الأولى من عام 2021.
فقد سجلت قيمة واردات مصر منها 1.2 مليار دولار وبكمية بلغت 4.2 مليون طن بنسبة 69.4% من إجمالي كمية واردات مصر من القمح.
وسبق وأعلن اتحاد الحبوب الروسي أنه سيقوم بتوريد 4 ملايين طن من القمح إلى مصر خلال النصف الثاني من العام الزراعي الذي سيستمر حتى أغسطس 2023.
كما قالت السفارة الروسية لدى القاهرة، في مارس 2023 ، إن صادرات القمح إلى مصر، قد تصل إلى 8 ملايين طن في العام الزراعي 2022-2023.
36 ألف طن قمح روسي
أصدر المركز الإعلامي لهيئة ميناء دمياط بيانًا إعلاميا جاء فيه أن الميناء استقبل خلال الـ 24 ساعة الماضية عدد 10 سفن.. بينما غادر عدد 11 سفينة.
كما وصل إجمالي عدد السفن الموجودة بالميناء 38 سفينة، منها السفينة (AAI PRELUDE)، والتي ترفع علم هونج كونج ويبلغ طولها 229 م وعرضها 32 م القادمة من روسيا وعلى متنها حمولة تقدر بـ 63 ألف طن من القمح لصالح هيئة السلع التموينية.
يأتي ذلك في إطار جهود الدولة وتأكيدًا على جاهزية مرافق ميناء دمياط لاستقبال ناقلات القمح لضمان توافر السلع الإستراتيجية وتلبية احتياجاتها من القمح.
وبلغت حركة الصادر من البضائع العامة 13260 طنا، تشمل: 1340 طن يوريا و110 أطنان خضروات وفاكهة و4200 طن علف بنجر و7610 أطنان بضائع متنوعة.
كما بلغت حركة الوارد من البضائع العامة 36126 طنا تشمل: 1800 طن خردة و675 طن بازلاء و284 طن كتان و2142 طن خشب زان و4907 أطنان أسمنت معبأ و9384 طن حديد و1215 طن أرز معبأ و1059 طن فول صويا صب و1200 طن كسب عباد و3700 طن كسب صويا و5500 طن ذرة و3950 طن بضائع متنوعة و951 رأس ماشية (عجول تسمين)، بإجمالي وزن 310 أطنان.
بينما بلغت حركة الصادر من الحاويات 1069 حاوية مكافئة، وعدد الحاويات الوارد 592 حاوية مكافئة، في حين بلغ عدد الحاويات الترانزيت 4749 حاوية مكافئة، ووصل رصيد صومعة الحبوب والغلال للقطاع العام بالميناء من القمح إلى 140730 طنًا.. بينما بلغ رصيده في مخازن القطاع الخاص 225821 طنًا، بينما بلغت الشاحنات دخولًا وخروجًا عدد 4388 شاحنة.
وسبق وتعاقدت الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر على كمية 535 ألف طن من القمح الروسي بتمويل من البنك الدولي، وكان ميناء سفاجا قد استقبل في فبراير 2023 السفينة PAREA، محملة بـ 63 ألف طن من القمح الروسي، المستورد لحساب هيئة السلع التموينية بوزارة التموين والتجارة الداخلية.
وأعلن اتحاد الحبوب الروسي أن كميات القمح التي وصلت إلى الموانئ المصرية بلغت منذ مطلع فبراير 2023 حوالي 191 ألف طن، حيث يأتي ذلك في إطار تعزيز التعاون بين موسكو القاهرة.
والجدير بالذكر، إن روسيا تحتفظ بالصدارة في توريد القمح لمصر، بجانب أن روسيا بتوفي بكافة التزاماتها لتوريد القمح لمصر، وهذا ما يؤكده دائما المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوجدانوف.
القمح الروسي مقابل الروبل
وفقاً لتقرير نشرته وكالة أنباء تاس الروسية، في أبريل 2023، فإن أسعار القمح لم تشهد هذا الانخفاض منذ 27 نوفمبر 2019، بعدما وصل سعر القمح من الدرجة الثالثة في روسيا إلى 11550 روبلاً للطن في 29 مارس 2022.
والجدير بالذكر أن البنك المركزي الروسي قام في وقت سابق بإدراج عملات جديدة على سلته، وجاء الجنيه المصري كعملة بين 9 عملات جديدة اختار البنك المركزي الروسي تحديد قيمة صرفها أمام الروبل على أساس يومي بقيمة تساوي أكثر من 2 روبل، لترتفع عدد العملات التي اعتمدها إلى 43 عملة.
ويرى عدد من خبراء الاقتصاد أنّ تلك الخطوة هامة للغاية في سبيل توفير الضغط على الدولار، وأن لها انعكاسات إيجابية على الاقتصاد المصري، وتعزيز عملية استيراد وتصدير السلع بينهم.
وكانت قد كشفت نائبة رئيس الحكومة فيكتوريا أبرامشينكو، في يناير 2023 أن الحكومة تتجه نحو تفعيل آلية لقبول مدفوعات صفقات تصدير الحبوب إلى مصر بعملتها المحلية – الروبل.
وأكدت أن موسكو لم تتحول بعد بصورة كاملة إلى تداول سلعها باستخدام العملات الوطنية، إلا أن هناك توجهًا قويًا في بلادها بشأن تفعيل تلك الخطوة.
وتأتي مصر على رأس قائمة الدول الأكثر استيرادًا للحبوب الروسية، إذ يقدر حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا بنحو 4.7 مليار دولار لعام 2021.
وكان قد اقترح الإعلامي أحمد موسى فكرة على الهواء مباشرة في مارس 2023 ، وهي استيراد القمح من روسيا بالروبل الروسي بدلًا من الدولار الأمريكي، قائلا إن مصر أكبر دولة مستوردة للقمح على مستوى العالم حوالي 8 ملايين طن سنويًا.
وأضاف أحمد موسى، خلال تقديمه برنامج «على مسؤوليتي» على شاشة «صدى البلد»، إن كل دول العالم تبحث عن مصالح شعوبها، مشيرًا إلى أن أمريكا تدفع ثمن ما فعلته بالدول الأخرى على مدار السنوات الماضية على شكل انهيار اقتصادي.
وذكر موسى أن «روسيا لديها إنتاج كبير من القمح هذا العام أكثر من الأعوام السابقة»، مشيرًا إلى أن أوروبا تحصل على القمح الروسي عن طريق التحايل عبر الدول الإفريقية، معلقًا على المانع من استيراد مصر للقمح الروسي بالروبل الروسي.
وأشار إلى أن تعامل مصر بهذا الشكل مع روسيا سيسهم في توفير الدولار الأمريكي، ويخفف العبء عن العملة الصعبة، موضحًا أن مصر يمكنها السير على هذا المنوال وتطبقه في تعاملاتها التجارية مع دول أخرى نستورد منها احتياجاتنا، ومنها دولة الصين.