في صباح هادئ لم يكن مختلفًا عن غيره، خرج مجموعة من الطلاب يحملون في قلوبهم طموح العلم، متجهين إلى جامعة جنوب الوادي لأداء امتحانات الماجستير، دون أن يدركوا أن رحلتهم ستتحول إلى مأساة محفورة في ذاكرتهم.
كان الأتوبيس الذي أقلهم يسير على محور دار السلام البلينا بمحافظة سوهاج، حين وقعت الكارثة، وانقلبت المركبة فجأة، ليجد الطلاب أنفسهم بين الحطام، يتألمون من الإصابات، وسط صرخات الرعب التي قطعت هدوء الصباح.
بلاغ وتحرك أمني سريع
وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من غرفة عمليات النجدة يفيد بانقلاب أتوبيس على محور دار السلام البلينا، مما أسفر عن وقوع إصابات بين ركابه.
وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث لإنقاذ المصابين.
مشهد مأساوي على الطريق
لحظة وصول قوات الأمن والإسعاف، كانت المشاهد قاسية، أتوبيس منقلب على جانبه، وأمتعة متناثرة على الطريق، وطلاب مصابون يئنّون من الألم، بينما آخرون يحاولون استيعاب الكارثة التي وقعت في لحظة غفلة.
ورغم الذعر، بدأت فرق الإنقاذ عملها سريعًا، حيث تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
إصابات متفرقة ونجاة من الموت
أسفر الحادث عن إصابة 4 طلاب بجروح وكدمات متفرقة، لكنّ العناية الإلهية أنقذتهم من الأسوأ. وأوضح مصدر طبي أن الإصابات تتراوح بين متوسطة إلى طفيفة، وأن جميع المصابين يخضعون للعلاج والملاحظة الطبية.
تحقيقات تكشف ملابسات الحادث
وبحسب التحريات الأولية، تبين أن الحادث وقع بسبب فقدان السائق السيطرة على عجلة القيادة، مما أدى إلى انقلاب المركبة على جانب الطريق.
ولم تسفر التحقيقات عن أي شبهة جنائية، ليظل الحادث قيد الفحص ضمن ملف الحوادث المرورية التي تتكرر بسبب أخطاء القيادة أو الظروف الجوية أو الأعطال المفاجئة.
حزن ومطالبات بالسلامة
وسط أجواء الحزن التي خيمت على الجامعة وأهالي الطلاب، طالب كثيرون بضرورة تحسين إجراءات السلامة في وسائل النقل التي تقل الطلاب إلى الامتحانات.
وتوفير رقابة صارمة على المركبات والسائقين لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المفجعة، خاصة أن كثيرًا من الطلاب يقطعون مسافات طويلة يوميًا للوصول إلى جامعاتهم.
نهاية رحلة وبداية معاناة
لم يكن أحد يتخيل أن رحلة البحث عن العلم ستنتهي بهذه الصورة المأساوية، وأن طلابًا خرجوا صباحًا بعزيمة النجاح، سيجدون أنفسهم في المستشفى بدلًا من قاعات الامتحان.
ويبقى الحادث شاهدًا على ضرورة تعزيز إجراءات الأمان في الطرق والمركبات، حتى لا تتحول أحلام الشباب إلى كوابيس بسبب لحظة إهمال أو خطأ غير متوقع.