أعرب النائب الجمهوري مايكل مكول، ممثل ولاية تكساس، عن دعمه لاستثناء خاص يسمح بإعادة توطين آلاف الأفغان الذين عملوا مع الجيش الأمريكي خلال العشرين عامًا التي قضاها في أفغانستان، رغم قرار الرئيس دونالد ترامب بتجميد قبول اللاجئين.
وبعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في أغسطس 2021، استعادت حركة طالبان السيطرة على البلاد بسرعة، ما دفع عشرات الآلاف من الأفغان، خاصة الذين تعاونوا مع الحكومة الأمريكية، إلى الفرار خوفًا من الانتقام.
ومع تولي ترامب منصبه الشهر الماضي، وقع أمرًا تنفيذيًا يقضي بتجميد برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة (USRAP)، ما أدى إلى تعليق معالجة طلبات اللجوء عبر مختلف فئات التأشيرات، بما في ذلك تأشيرات الهجرة الخاصة (SIVs) المخصصة للأفغان الذين خدموا إلى جانب الجيش الأمريكي.
وفي حديثه خلال مقابلة مع شبكة CBS News في برنامج Face the Nation، أكد مكال أن ترك المتعاونين الأفغان وراءنا “أمر يجب على الولايات المتحدة تصحيحه”.
وقال مكال: “لقد وعدنا هؤلاء الأشخاص بحمايتهم عندما عملوا مع جنودنا في أفغانستان، هؤلاء هم المترجمون وغيرهم ممن كانوا جنبًا إلى جنب مع مقاتلينا، لديهم تأشيرات الهجرة الخاصة (SIVs)، وبرأيي، يجب السماح لهم بالمضي قدمًا في هذا البرنامج.”
وأضاف أن هؤلاء اللاجئين قد خضعوا لعمليات تدقيق صارمة، مشددًا على ضرورة الوفاء بالوعود الأمريكية، وإلا فإن ذلك قد يؤدي إلى تآكل الثقة في الالتزامات الأمريكية مستقبلاً.
وأدى الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب إلى إلغاء رحلات إعادة التوطين التي كانت مقررة بين يناير وأبريل، مما ترك حوالي 2000 لاجئ أفغاني في حالة من عدم اليقين، خاصة في دول مجاورة مثل باكستان.
وتفاقم الجدل بعد أن أصدر ترامب، يوم الجمعة الماضي، أمرًا تنفيذيًا آخر يدعم استقبال اللاجئين الافارقة، وهم من البيض المنحدرين من المستوطنين الهولنديين في جنوب إفريقيا، بسبب ما وصفه بـ”التمييز العنصري ضدهم في قوانين الأراضي.
وأثار هذا القرار انتقادات واسعة، إذ يرى بعض الخبراء والمسؤولين أن الأفغان الذين خاطروا بحياتهم لمساعدة الجيش الأمريكي لديهم أولوية إنسانية، بينما لا يوجد مبرر قانوني أو إنساني لمنح الأولوية للأفريكانيين.
وفي هذا السياق، كتب النائب الديمقراطي سكوت بيترز، من ولاية كاليفورنيا، عبر منصة إكس (تويتر سابقًا): “لماذا نواصل التخلي عن آلاف الأفغان الذين حاربوا طالبان معنا، بينما نعرض وضع اللاجئ لأشخاص ليسوا لاجئين؟ التخلي عن حلفائنا الأفغان يعرض عائلات الجنود الأمريكيين للخطر ويدمر الثقة في جيشنا، مما يعزز قوة أعدائنا.”
ومع تصاعد الجدل السياسي، يواجه الآلاف من الأفغان مستقبلًا غامضًا، وسط مطالبات بتعديل القرار الأمريكي لضمان حماية من وقفوا إلى جانب الولايات المتحدة خلال أطول حرب خاضتها في تاريخها.