لطالما كان حلم التخلص من الوزن الزائد سريعًا أحد الأهداف التي تسعى إليها الكثيرات، سواء من أجل ارتداء فستان معين في مناسبة خاصة أو لتحقيق مظهر جذاب ومتناسق. في ظل هذه الرغبة، تظهر بين الحين والآخر تريندات غريبة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها يثير الفضول، والآخر يثير القلق.
أحدث هذه التريندات هو استخدام الشريط اللاصق على الفم، الذي يُروج له باعتباره وسيلة سحرية لإنقاص الوزن وتحسين الصحة، لكنه يثير جدلاً واسعًا حول خطورته وتأثيراته الجانبية.
ما هو تريند الشريط اللاصق على الفم؟
يقوم هذا التريند على فكرة تغطية الفم بشريط لاصق لإجبار الشخص على التنفس من خلال الأنف بدلاً من الفم، وهو ما يُعتقد أنه يُحسّن من عملية التنفس أثناء النوم، يُقلل الشخير، ويعزز فقدان الوزن. ووفقًا لما ذكره موقع Daily Mail، فإن التريند انتشر بين المشاهير عالميًا، مما ساهم في زيادة شعبيته وجذب الانتباه إليه.
على سبيل المثال، صرّح لاعب الدوري الإنجليزي الممتاز إيرلينج هالاند أن التنفس من الأنف باستخدام هذا التكنيك يساعده على تحسين أدائه الرياضي، بينما أكدت مقدمة البرامج تيس دالي أن الشريط اللاصق يمنحها نومًا هادئًا ومريحًا. مع تزايد الإشادة من بعض المشاهير، تمكنت الشركات المروجة لهذه الفكرة من جني أرباح هائلة، حيث كشفت إحدى الشركات عن تحقيقها إيرادات بلغت 40 مليون دولار.
ادعاءات الشركات وراء الشريط اللاصق
تدّعي الشركات المروجة أن هذه التقنية تحل مشكلة “التنفس من الفم”، والتي ترتبط بمشاكل مثل الشخير، قلة النوم، وزيادة الوزن. بل يصل الأمر إلى الزعم بأنها تؤثر على شكل الفك بمرور الوقت وتساهم في تحسين الأداء البدني. كما تشير بعض الدراسات إلى أن التنفس من الأنف يُحفّز إنتاج مركب أكسيد النيتريك في الأنف، الذي يعمل كآلية دفاعية لمكافحة البكتيريا والفيروسات قبل وصولها إلى الرئتين.
تحذيرات الخبراء الصحية
رغم الشعبية الكبيرة لهذا التريند، حذر العديد من الخبراء الصحيين من خطورته. وأكد جيمس ويلسون، خبير النوم، أن معظم الادعاءات التي يتم الترويج لها حول الشريط اللاصق تفتقر إلى أدلة علمية قوية، وأضاف: “الشريط اللاصق قد يكون خطيرًا لبعض الأشخاص، خاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل تنفسية أو اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس الليلي.”
كما أوضح أن التنفس الطبيعي عبر الأنف له فوائد عديدة، لكن إجبار الشخص على هذه الطريقة باستخدام الشريط اللاصق قد يؤدي إلى مضاعفات غير متوقعة، مثل صعوبة التنفس أو مشاكل صحية أخرى.
بين الادعاءات والحقائق العلمية
رغم التحذيرات، أظهرت بعض الدراسات المحدودة فوائد محتملة للتنفس الواعي عبر الأنف. على سبيل المثال، وجدت دراسة أجرتها جامعة كولورادو في عام 2018 أن العدائين الذين استخدموا الشريط اللاصق لتحسين تنفسهم من الأنف أدوا بشكل أفضل بعد ستة أشهر من التدريب مقارنة بمن اعتمدوا على التنفس من الفم باستخدام مشابك الأنف.
