صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ديوان “متعة خجولة” للكاتب والشاعر خالد حريب، وذلك ضمن سلسلة “أصوات أدبية”.
الديوان ينتمي لشعر العامية، ويضم بين دفتيه إحدى وعشرين قصيدة هي: “الراجل، اللي شبه أي حد، النضارة، مفتاح وحداني، إشارات مرور، اعتراف، متعة خجولة، ضحكة ضعيفة، لحن قديم، في الضهر نار، الكابوس، قط محاصر، من بلكونة قلبك، من خرم إبرة، في مدح الكراهية، الوقت، حالة، آخر محطة، الراية البيضا، نهار فاصل، أحزان محروقة، عربية الإسعاف”.
من أجواء الديوان نقرأ
الراجل .. اللي شبه أي حد
مش بيقلد
مقرىء القرآن
لما
يميل بدماغه
شمال ويمين
بينزل الحواديت
لقلبه
ويطرد
تراب الكلام
ملتزم
في طابور العيش
يعبي روحه .. خميرة
شبه
أي حد
في الطريق العام
لكنه غاوي
يفرش
هدومه دفا
للعصافير الغريبة
ويميل بدماغه
لو شاف
براعم جديدة
على شجر .. ميت
من ضلمة الشبورة
وكتمة ماسورة
تحت البيت
بيستخبى
ف الدور الأخير
في آخر جرام
من نسيجه الحي
يمكن
يبرعم .. من جديد
أو
يكتشف
طريقة جديدة
لتنضيف الرئتين
ويدوق
طعم الأيام
بهدوء
في طابور الفرن
تجمع تجربة الديوان بين البسيط والمركب والعادي وغير المألوف، وتلعب المفارقة دورا مهما لتصل بالقارئ إلى عالم من الدهشة وتدفعه إلى التأمل وإعادة المقروء لإنتاج دلالات تدمج بين المعيشي والغرائبي، والديوان يمثل ممارسة إبداعية تتجاوز التقليدي وتغوص في التجريب معتمدة على ما أنتجته مرحلة ما بعد الحداثة من تشكلات تؤثر الاختلاف والمغايرة وتوظف الأيديولوجي والسياسي عبر علاقات نصية تلفظ الشكلية وتجنح إلى الرؤية الموضوعية العميقة التي تبحث في القضايا المعيشة المرتبطة بالواقع المعاصر.