احصل على ملخص المحرر مجانًا
تختار رولا خلف، رئيسة تحرير صحيفة الفاينانشال تايمز، قصصها المفضلة في هذه النشرة الأسبوعية.
خفضت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنفاقها القياسي في الانتقالات الصيف الماضي، حيث قيدت القواعد المالية الإنفاق، وأظهرت المملكة العربية السعودية، التي كانت مسرفة في السابق، قدراً أكبر من ضبط النفس.
وأنفقت أكبر 20 ناديا في إنجلترا، والتي تهيمن على الإنفاق في سوق الانتقالات لتبادل اللاعبين، نحو 2.35 مليار يورو خلال موسم الانتقالات الصيفي، وفقا لموقع ترانسفير ماركت لبيانات كرة القدم. وكان هذا انخفاضا بنسبة 16 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي.
ولكن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز نجحت في تقليص الإنفاق الصافي ــ الفارق بين أسعار اللاعبين الذين يتم شراؤهم وبيعهم ــ بشكل ملحوظ. ففي الصيف الماضي أنفقت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز 764 مليون يورو أكثر مما تلقته من أموال مقابل اللاعبين، وهو ما يمثل انخفاضاً عن العجز الذي بلغ نحو 1.3 مليار يورو في العام الماضي.
وتصدر تشيلسي، المملوك للمستثمرين كليرليك كابيتال وتود بوهلي، قائمة الإنفاق بواقع 261 مليون يورو بسلسلة من عمليات الاستحواذ بما في ذلك الجناح بيدرو نيتو مقابل 60 مليون يورو. وأظهرت بيانات ترانسفير ماركت أن النادي الواقع في غرب لندن أنفق أكثر من 1.3 مليار يورو على التعاقد مع لاعبين منذ اشتراه مالكوه الأمريكيون مقابل 2.5 مليار جنيه إسترليني (2.97 مليار يورو) في عام 2022.
وجاء نادي برايتون آند هوف ألبيون في المركز الثاني، حيث أنفق 231 مليون يورو بعد تحقيق ربح قياسي قبل الضرائب بلغ 133 مليون جنيه إسترليني في 2022-2023، والذي عززه بيع لاعبين إلى تشيلسي ومنافسين آخرين.
أنفق نادي أستون فيلا، المملوك للمليارديرين ناصف ساويرس ووس إيدنز، 176 مليون يورو استعدادًا لعودته إلى دوري أبطال أوروبا. وأنفق مانشستر يونايتد، بطل الدوري 20 مرة، والذي يسعى للعودة إلى المسابقة، 214 مليون يورو. وأنفق مانشستر سيتي، الذي فاز للتو بلقبه الرابع على التوالي في الدوري، أقل من أي نادٍ آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث بلغ 25 مليون يورو فقط.
خفضت أندية الدوري السعودي للمحترفين، التي شهدت سوق انتقالات قياسية العام الماضي، إنفاقها إلى نحو 300 مليون يورو مقارنة بـ 950 مليون يورو العام الماضي.
وقد أدى هذا التحول إلى تقليص مصدر حيوي للسيولة في السوق. فبعد أن كان الدوري الاسكتلندي الممتاز في المركز الثاني من حيث الإنفاق الإجمالي العام الماضي، تراجع إلى المركز السادس في الترتيب، خلف الدوريات الكبرى في إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا.
وخفضت الأندية الأربعة التي يسيطر عليها صندوق الثروة السيادي السعودي، وهي الأهلي والاتحاد والهلال والنصر، إنفاقها إلى 212 مليون يورو من 823 مليون يورو في الصيف الماضي. وخفض نيوكاسل يونايتد، نادي الدوري الإنجليزي الممتاز المملوك لصندوق الاستثمارات العامة، إنفاقه إلى 68 مليون يورو من 153 مليون يورو في العام الماضي.
وفي إشارة أخرى إلى الهيمنة المالية لإنجلترا، أنفقت أندية الدرجة الثانية في دوري الدرجة الأولى 244 مليون يورو، وهو مبلغ أكبر من أي دوري أوروبي كبير خارج الخمس الكبار في إنجلترا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا. وحققت الأندية 494 مليون يورو من مبيعات اللاعبين. ومن المعروف أن مالكي الأندية يشترون أسهم أندية الدرجة الأولى وينفقون ببذخ على أمل الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث تتضاعف عائدات البث والتقييمات.
أجبرت قواعد الربح والاستدامة في الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي تحدد الخسائر عند 105 ملايين جنيه إسترليني على مدار ثلاثة مواسم، أندية الدرجة الأولى على تحسين نهجها في تداول اللاعبين.
وقال عمر تشودوري، كبير مسؤولي الاستخبارات في شركة الاستشارات الرياضية “توينتي فيرست جروب”: “لقد جعلت بي إس آر الجميع يدركون أن اللوائح قوية. يتعين علينا أن نفكر في الامتثال لها بعد عامين أو ثلاثة أعوام”.
وقال أحد المصرفيين في مجال كرة القدم إن الأندية بدأت في دفع مبالغ متزايدة على مدار عدة سنوات للامتثال لقواعد المسؤولية الاجتماعية للشركات بعد أن فرضت الرابطة عقوبات على إيفرتون ونوتنغهام فورست في الموسم الماضي.
باعت العديد من الأندية لاعبين شباب دربتهم في أكاديميات المواهب التابعة لها، مما منحها حرية أكبر في الإنفاق على عمليات الاستحواذ.
وتعني ممارسات المحاسبة أن اللاعبين المحليين لا يتم تقييمهم بأي شيء في الميزانيات العمومية. وهذا يعني أن الأندية يمكنها بيع اللاعبين الشباب مقابل رسوم وتسجيل أرباح الانتقالات مقدمًا للمساعدة في الامتثال لمعايير المسؤولية الاجتماعية للشركات.
في المقابل، يتم توزيع رسوم الاستحواذ على مدى مدة عقد اللاعب، مما يسمح للأندية بإنفاق المزيد.
وفي بعض الحالات، مثل بيع تشيلسي للمدافع الهولندي إيان ماتسن مقابل 44 مليون يورو، تم نقل لاعبين محليين في وقت مبكر من فترة الانتقالات. كما تمت بعض هذه الانتقالات في الوقت المناسب للأندية لتحصيل المكاسب قبل إغلاق حساباتها لموسم 2023-2024.
تقرير إضافي بقلم دان كلارك