كان نمو الوظائف في الولايات المتحدة خلال معظم العام الماضي أضعف بكثير مما كان متوقعًا في البداية، وفقًا لبيانات جديدة صدرت يوم الأربعاء.
تشير المراجعة الأولية السنوية لبيانات التوظيف التي أجراها مكتب إحصاءات العمل إلى أن عدد الوظائف انخفض بنحو 818 ألف وظيفة في مارس/آذار من هذا العام مقارنة بالتقارير الأولية.
يقوم مكتب إحصاءات العمل كل عام بإجراء مراجعة للبيانات من مسحه الشهري لكشوف رواتب الشركات، ثم يقارن مستوى التوظيف في شهر مارس بالمستويات التي يقيسها برنامج التعداد ربع السنوي للتوظيف والأجور.
وتمثل البيانات الأولية أكبر تعديل هبوطي منذ عام 2009، وتُظهِر أن سوق العمل لم تكن في أفضل حالاتها كما كان متوقعًا في البداية. ومع ذلك، ظل نمو الوظائف قويًا على نحو غير مسبوق.
عندما تم توزيعها على مدار العام السابق، كان متوسط مكاسب الوظائف الشهرية من أبريل 2023 إلى مارس 2024 173.500 مقابل ما يقرب من 242.000، وفقًا لتحليل بيانات مكتب إحصاءات العمل.
وفي مذكرة صدرت يوم الأربعاء، كتب كريس روبكي، كبير خبراء الاقتصاد في شركة “إف دبليو دي بوندز”: “من المهم أن تتذكر الأسواق أن هذه ليست خسائر في الوظائف، بل إن عدد الوظائف لم يكن مرتفعاً إلى هذا الحد قط. ويبدو أن الاقتصاد لم يكن في حاجة إلى هؤلاء العمال “المفقودين” الوهميين، لأن الإنفاق الاستهلاكي الحقيقي القوي كان سبباً في تحقيق نمو (اقتصادي) قوي للغاية في النصف الثاني من العام الماضي”.
واقتصرت التعديلات الهبوطية على القطاع الخاص، مع وجود ما يقرب من نصفها في قطاع الخدمات المهنية والتجارية (تم تعديله بالخفض بمقدار 358 ألف وظيفة، أو بنسبة 1.6%). وشملت القطاعات الأخرى التي شهدت تقلبات سلبية كبيرة صناعة المعلومات (انخفاضًا بمقدار 68 ألف وظيفة، أو بنسبة 2.3%)، والترفيه والضيافة (انخفاضًا بمقدار 150 ألف وظيفة، أو بنسبة 0.9%)، والتصنيع (انخفاضًا بمقدار 115 ألف وظيفة، أو بنسبة -0.9%).
وتعتبر التقديرات التي أصدرتها وزارة العمل يوم الأربعاء ــ بعد تأخير غير معتاد دام أكثر من نصف ساعة ــ أولية ولن يتم الانتهاء منها حتى فبراير/شباط 2025.
ورغم أن مراجعة يوم الأربعاء لن تغير بيانات التوظيف الشهرية الحالية في الوقت الحالي، فإنها تعمل كمقياس حاسم آخر لصحة سوق العمل الأميركية ونشاطها بشكل عام. فقد انخفض نمو الوظائف أكثر من المتوقع في الأشهر الأخيرة، مما يجعل الموقف أكثر هشاشة بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ووزنه لخفض أسعار الفائدة.
هذه القصة قيد التطوير وسيتم تحديثها.