لقد تطورت الحرب الكلامية بشأن الانهيار الهائل في خدمة شركة دلتا، والذي بدأ بسبب التحديث الكارثي لبرنامج شركة كراود سترايك، إلى حرب قبيحة.
في رسالة أرسلت يوم الخميس إلى محاميي CrowdStrike كتبها المحامي البارز لشركة Delta، ديفيد بويز، هاجمت شركة الطيران شركة الأمن السيبراني، التي اعتذرت عن إدخال خطأ أدى ذلك إلى انقطاع عالمي في التكنولوجيا. ورغم أن شركة CrowdStrike قالت إنها تتحمل المسؤولية عن الانقطاع الأولي، إلا أنها قالت إن شركة Delta كانت مسؤولة عن آلاف عمليات إلغاء الحجز التي تراكمت على مدار أسبوع – بعد فترة طويلة من عودة منافسيها إلى العمل.
وقال بويز، الذي تم تعيينه لقيادة الدعوى القضائية التي رفعتها شركة دلتا ضد شركة كراود سترايك، إن الشركة التقنية كانت “مهملة بشكل صارخ” وكانت مسؤولة وحدها عن الانقطاع.
وقال بويز “إننا نقدر اعتذار شركة كراود سترايك لشركة دلتا، ولكن الاعتذار وحده في هذه الظروف غير كاف على الإطلاق، وعندما يكون مصحوبًا بتصريحات خاطئة ومحاولات لتحويل اللوم إلى دلتا، فإن هذا الاعتذار يكون مشكوكًا في صدقه”.
ألغت شركة دلتا 7000 رحلة بين 19 و24 يوليو/تموز نتيجة لانقطاع الخدمة. وفي ملف تنظيمي قدمته يوم الخميس، أكدت دلتا أن إلغاء الرحلات سيكلف الشركة 500 مليون دولار، ويرجع ذلك في الغالب إلى المبالغ التي كان يتعين عليها دفعها للعملاء.
زعمت شركة CrowdStrike وMicrosoft خلال الأسبوع الماضي أن انقطاع خدمة Delta استمر لفترة أطول بكثير من فترة توقف خدمة منافسيها, لأن شركة دلتا رفضت مساعدتهم للتعافي ولأن شركة دلتا فشلت في تحديث أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها.
لكن بويز وصف أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بشركة دلتا بأنها “من الطراز العالمي” وزعم أن انقطاع الخدمة في دلتا استمر لفترة أطول لأنها كانت تعتمد بشكل كبير على كراود سترايك ومايكروسوفت.
“وعلى النقيض من تزييفك لتكنولوجيا دلتا، فإن السبب وراء التجربة غير المتناسبة التي مرت بها دلتا مقارنة بشركات الطيران الأخرى، كان اعتمادها على شركتي كراود سترايك ومايكروسوفت”، كما قال بويز. “لقد أدى اعتماد دلتا على شركتي كراود سترايك ومايكروسوفت في الواقع إلى تفاقم تجربتها في الكارثة التي تسببت فيها كراود سترايك”.
قال بويز إن 60% من أنظمة دلتا المهمة تعتمد على على مايكروسوفت أو كراود سترايك، التي تعمل على منع الخروقات والاختراقات في الأنظمة. كما نفى ادعاءات الشركات بأن دلتا رفضت المساعدة وعمل على مدار الساعة لإعادة دلتا إلى العمل.
لإصلاح الأنظمة التي تعطلت بسبب CrowdStrike، كان من الضروري إعادة تشغيل أجهزة الكمبيوتر يدويًا واحدًا تلو الآخر. ادعت شركة Delta أنه بعد أن اكتشفت CrowdStrike طريقة لأتمتة العملية، قدمت CrowdStrike خطأً آخر منع العديد من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها من العودة إلى الاتصال بالإنترنت.
وقال بويز إن “كراود سترايك لم تعمل “بلا كلل” لمساعدة دلتا على استعادة أنظمتها. وكانت عروض المساعدة التي قدمتها كراود سترايك خلال أول 65 ساعة من الانقطاع بمثابة إحالة دلتا إلى موقع كراود سترايك المتاح للجمهور لإصلاح الأعطال”.
بدأت المعركة بين دلتا وشركات التكنولوجيا في أواخر الشهر الماضي عندما قال الرئيس التنفيذي لشركة دلتا إد باستيان في مقابلة على قناة CNBC قال لقد تعمدت شركة CrowdStrike الإهمال في تعاملها مع الموقف بعد الحادث: “لم يعرضوا علينا أي شيء”، كما قال باستيان. “لم يقدموا لنا أي مشورة استشارية مجانية لمساعدتنا”.
وبعد أن أرسل بويز خطاباته الأولى إلى كراود سترايك ومايكروسوفت في وقت سابق من هذا الشهر، ردت الشركتان بهجوم عنيف. فقد قالت كراود سترايك إن دلتا تجاهلت مساعدتها، وقالت مايكروسوفت إن سوء إدارة دلتا ساهم في إلغاء الرحلات.
وبينما تتبادل الشركات الاتهامات في معركة علنية شرسة، رفع عملاء دلتا هذا الأسبوع دعوى قضائية جماعية، زاعمين أن دلتا رفضت أو اشترطت رد الأموال للركاب في ظل معاناتها من إلغاءات جماعية. وتحقق وزارة النقل الأميركية في هذه الادعاءات.
