يتغير شكل سوق العمل في الولايات المتحدة، ويتباطأ نمو الوظائف، وتظهر بيانات المسح الجديدة التي صدرت يوم الاثنين أن الأميركيين بدأوا يشعرون بالقلق بشكل متزايد بشأن كل هذا.
لقد أظهر أحدث استطلاع للرأي أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك حول تجارب وتوقعات المستهلكين في سوق العمل أن الرضا الوظيفي والأجور والمزايا قد هبط في يوليو/تموز. وبالإضافة إلى ذلك، أظهر الاستطلاع أن عدد العاملين قد انخفض، وأن نسبة قياسية من الناس يبحثون عن وظائف، وأن متوسط احتمالات البطالة ارتفعت إلى 4.4% ــ وهو أيضاً أعلى معدل مسجل في الاستطلاع الذي بدأ قبل عشر سنوات.
وبعيداً عن التوتر، أظهر الاستطلاع الذي أجري في شهر يوليو/تموز أيضاً أن الأميركيين يشعرون بأن الفرص لا تزال وفيرة.
ظل نشاط عروض العمل ثابتًا منذ يوليو 2023، وزاد متوسط الاحتمال المتوقع لتلقي عرض عمل واحد على الأقل عن العام الماضي. بالإضافة إلى ذلك، ظل متوسط أجر الحجز (أقل أجر يمكن للمرء أن يقبله مقابل وظيفة جديدة) أعلى بكثير من يوليو 2023 – وأعلى بكثير من مستويات ما قبل الجائحة.
بلغ متوسط أجر الحجز في يوليو 81,147 دولارًا، وهو انخفاض طفيف عن أعلى مستوى في السلسلة وهو 81,822 دولارًا والذي تم تسجيله في مارس من هذا العام، وفقًا للمسح الذي يتم إجراؤه كل أربعة أشهر.
ارتفع متوسط أجر الحجز بنسبة 31.4% منذ مارس/آذار 2020؛ ومع ذلك، يمكن أن يُعزى معظم هذا الارتفاع إلى التضخم، حسبما كتب باحثو بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك يوم الاثنين في منشور مدونة مصاحب.
وباستبعاد التضخم من المعادلة، كانت هذه الزيادة أقل بكثير بنسبة 8.2% لنفس الفترة الزمنية. وفي حين ظل متوسط أجر الحجز بالقيمة الحقيقية ثابتًا بشكل أساسي منذ عام 2021، فإن مساره أفضل من السنوات الأربع التي سبقت الوباء، عندما كان في انحدار، وفقًا لما وجده باحثو بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.
تباطأ نمو الوظائف، وخاصة في الأشهر الأخيرة، حيث عاد سوق العمل في الولايات المتحدة إلى حالة أكثر توازناً وسط خلفية اقتصادية أبطأ نمواً.
ولكن في يوليو/تموز، كان إجمالي الوظائف الشهرية أقل كثيراً من المتوقع، حيث بلغ 114 ألف وظيفة فقط. وارتفع معدل البطالة إلى 4.3%.
ورغم أن هذه البيانات دفعت الأسواق إلى الانهيار استجابة لذلك، حذر خبراء الاقتصاد من أن التقرير المفاجئ لا يشير بالضرورة إلى ركود وشيك أو تدهور صريح في سوق العمل. وأشاروا إلى أن عمليات تسريح العمال لا تزال خافتة.
ومن المقرر صدور تقرير الوظائف المقبل في السادس من سبتمبر/أيلول؛ ومع ذلك، فإن مراجعات البيانات التي من المقرر أن تصدر يوم الأربعاء من مكتب إحصاءات العمل قد تساعد في تسليط الضوء على ما إذا كان نمو الوظائف خلال العام الماضي أبطأ مما تم الإبلاغ عنه في البداية.