خلال مؤتمر بغداد الدولي
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أنه وبالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة العراقية والاستثمارات والمشروعات التي نفذتها في السنوات الأخيرة، إلا أن الوضع المائي لا يزال يشهد ضغطًا متزايدًا ليس بسبب قلة فاعلية الإنجازات أو ضعف الجهود المبذولة، ولكن بسبب عوامل أخرى مختلفة منها تراجع حصة العراق من مياه نهري دجلة والفرات، واستمرار الجفاف لفترات أطول، فضلاً عن النمو السكاني وزيادة آثار التغير المناخي.
وأعرب أبو الغيط خلال كلمته في مؤتمر بغداد الدولي للمياه، عن خالص شكره وتقديره للحكومة العراقية على مبادرتها بإطلاق هذا مؤتمر بغداد الدولي للمياه في عام 2021 وحرصها على إقامته سنوياً منذ ذلك الحين، ليشكل فضاءً مهماً لمناقشة التحديات التي يواجهها العراق في مجال المياه وإيجاد حلول مستدامة لها ، مؤكدا على تجديد دعم جامعة الدول العربية لهذا المؤتمر وتعاونها لإثراء مخرجاته، وذلك لإيمانها الكامل بأهمية قضية المياه ومحوريتها لمستقبل العرب جميعاً.
وأوضح أنه على الصعيد العربي، فالجميع يدرك حجم التحديات المشتركة التي تواجهها الدول العربية إجمالا في مجال المياه، فضلاً عن تحديات خاصة تواجه بعض الدول بسبب جغرافيتها، والواقع أن 80% من المياه تأتي الدول العربية من خارجها، كون الكثير من الدول العربية تُعد دول مصب لأنهار عابرة للحدود، بما يجعل توزيع المياه والحفاظ عليها تحدياً إقليمياً مُشتركاً يستلزم التعاون والتنسيق وأقصد هنا كلاً من العراق وسوريا ومصر والسودان.
وشدد على أن قضية المياه في بلادنا ليست قضية فنية وتنموية فحسب، بل هي مسألة وجودية بكل معنى الكلمة، ترتبط بالأمن القومي العربي، وبتحديات البقاء في المستقبل، ويتطلب التعاطي معها تعاوناً بين كافة القطاعات على المستوى الوطني، ولكن أيضاً تعاوناً صادقاً وتنسيقاً مستمراً على المستوى الإقليمي.