رصد موقع صدى البلد، أجواء وكواليس الليلة الختامية من مولد الحسين بالقاهرة، حيث توافد الآلاف من أتباع الطرق الصوفية لإحياء هذه الليلة.
مولد الحسين
وأحيا أتباع الطرق الصوفية، الليلة الكبيرة من مولد الحسين بالقاهرة، والذي يتم الاحتفال به مرتين سنويا، وهذه هي المرة الثانية خلال هذا العام، وقام البعض بتوزيع الطعام، وانتشر الباعة الجائلون في الساحة.
ويعتاد أتباع الطرق الصوفية، على إحياء مولد الحسين، بالأناشيد الدينية والابتهالات ومدح النبي المصطفى، حيث يحضر هذه الفعاليات مريدو الطرق الصوفية ومحبو آل البيت.
وتوافد الآلاف على ساحة وميدان الإمام الحسين، للاحتفال بمولد الحسين، والذي يتم الاحتفال به سنويا مرتين كل عام، حيث جاء الصوفية ومحبو آل البيت من كل محافظات مصر.
وأحيت فرقة “الحضرة المصرية للإنشاد الديني”، مساء الإثنين، حفلًا إنشاديًا، على خشبة مركز الربع الثقافي في شارع المعز لدين الله، وذلك بمناسبة مولد الإمام الحسين.
وقدمت الفرقة باقة من أجمل القصائد التي يتم ترديدها وإنشادها منذ سنوات، والتي تندمج فيها التقاليد الصوفية مع الإنشاد.
وتعتمد الفرقة أسلوب تنوع الفن الصوفي وثقافاته من الموسيقى الروحية والصوفية، وتهدف إلى أن تكون محور ملتقى للإنشاد بأنواعه، والاستعراض لكل الفرق الدينية، التي يتفاعل معها الجمهور بشدة على خشبة المسرح.
مكان رأس الإمام الحسين
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن رأس سيدنا الحسين موجود في مصر بدون شك، وهناك مخطوطة في المتحف البريطاني يروى فيها صاحبها مشاهدة دخول الرأس الشريف لمصر، ولا يمكن أن يكون الرأس غير موجود في مصر.
وأضاف “جمعة: في إحدى المرات وجد الحسين وشقيقه الحسن أعرابيا كبيرًا في السن لا يجيد الوضوء فاستخف بوضوئه، فذهبا إليه وقالا له إننا مازلنا صغارا ونريد أن نتوضأ فترى إذا كنا ما أحسنا الوضوء فتوضآ أمامه، فأدرك الأعرابي أن هذا الوضوء الصحيح، فقال لهما جزاكما الله خيرًا.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن سيدنا الحسين كان حكيمًا ولكنه تعرض للخيانة، فهو اتخذ الإجراءات التي يتخذها أي سياسي، وعندما كان في المدينة جاء والي المدينة وطلب منه البيعة لـ يزيد بن معاوية فرفض الحسين ذلك وقال مثلي لا يبايع سرًا والبيعة يجب أن تكون أمام الناس، فشعر الحسين بشيء من الخيانة في هذا المقام، فذهب لمكة وجلس بها معتزلا، فوصلت إليه رسائل من الكوفة للتأكيد له أنهم محبوه ويدعونه للحضور لهم، لكنه لم يصدق حديثهم بدرجة كبيرة فأرسل لهم مسلمة بن عقيل، ابن عمه، فوجدهم جميعًا على لهجة واحدة حتى أنه بايعه 30 ألفا من أهل الكوفة باسم الحسين، وعند خروجه في طريقه للكوفة وجد مسلمة بن عقيل قد قتل على يد عبيد بن زياد والي الكوفة وقتها، ووجد أن يزيد بن معاوية وضع سفاحين في كل مكان، ولم يسر معه إلى الكوفة سوى أهل بيته وبعض أصحابه ممن كانوا يخرجون معه، وعندما وصل للكوفة وجد من بايعوه استقطبهم عبيد الله بن زياد، وتعرض الحسين لخيانات متتالية.
وأردف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، أن يزيد أرسل لـ “عبيد الله” يقول له إذا قتلتم الحسين فلتجري الخيل بسنابتها على صدره، وفوجئ سيدنا الحسين بهؤلاء القوم يتكاثرون عليه بعد خيانتهم بعد أن كانوا يجرون إذا خرج عليهم من شدة فروسيته، وكان معه 4 رجال وسيدات وأطفال، وهجموا عليه وقتلوه وحز رأسه بعد مقتله “شمر بن زى الجوشن” وحمل رأسه لـ عبيد الله بن زياد، ودفن جسده الشريف في كربلاء وعليه مزار الآن ونقل بعد ذلك للبقيع.
ونوه الى أن رأس سيدنا الحسين ذهب لمقر يزيد بن معاوية ودفن الرأس في مخزن السلاح حتى لا يصل إليه أحد، وكان عبارة عن منطقة عسكرية، وظل رأس سيدنا الحسين هناك إلى أن سقطت الدولة الأموية، فحمل الرأس لـ عسقلان، وظل رأس الحسين في عسقلان كثيرا إلا أن دخل إلى مصر في عهد الدولة الفاطمية.
ولفت إلى أن سيدنا الحسين في طفولته كان يعلو ظهر النبي –صلى الله عليه وسلم- أثناء سجوده في الصلاة فكان يُطيل السجود، وعندما سأله الصحابة عن السبب قال: “رأيت ابني على ظهري فلم أرد أن أقطعه”، وكان يقول عن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن سيدنا الحسين، كان مفتاح شخصيته المطالبة بالحق، لافتًا إلى أن شقيقه الحسن تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان، وعند وفاة معاوية ذهب إلى شيعته للمطالبة بحقه في الخلافه؛ لكونه الاولى بالخلافة من يزيد بن معاوية الذي استشهد على يده نتيجة المطالبة بحقه؛ لكون يزيد في عام هدم الكعبة، وفي عام غزا المسجد النبوي، وفي عام قتل الحسين، ولذا كان يقال: “العن يزيد ولا تزيد”.