ووقعت العديد من الأحداث المهمة في عهد الخليفة المعتز ، ومنها ما يتعلق بالثورات ضده ، أو التنافس على السلطة ، أو موت بعض المشاهير. فماذا يقول التراث الإسلامي عن سنة 253 هـ؟
وكتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير يقول تحت عنوان (ثم دخلت عام مائتان وثلاثة وخمسون).:
وفي رجب تعاقد المعتز مع موسى بن باغا الكبير على جيش يقارب أربعة آلاف ليقاتل عبد العزيز بن أبي دلف في قضاء همدان لأنه ترك الطاعة وهو في حوالي عشرين ألفًا في قضاء همدان ، فانتصروا على عبد العزيز نهاية العام الحالي ، هزيمة مروعة. ثم حدثت بينهما حادثة أخرى في رمضان في الكرج ، فهُزم عبد العزيز أيضًا ، وقتل العديد من رفاقه ، وأسر كثير من الأبناء حتى أسروا والدة عبد العزيز أيضًا ، و أرسلوا سبعين رأساً وأعلاماً كثيرة ، وأخذ من عبد العزيز ما حصل عليه من البلاد.
وفي رمضان خلع العاهرة الشرابية وألبسه التاج والوشاحين. في يوم عيد الفطر وقعت حادثة ضخمة في مكان يسمى: البوزيج ، وذلك لأن رجلاً يُدعى: مساور بن عبد الحميد حكم فيها ، وتجمع حولها نحو سبعمائة من الخوارج. له. قاتلوا بضراوة ، وقتل حوالي خمسين من الخوارج.
وقتل مئتان من اصحاب بندر وقيل خمسون رجلا.
قتل بندر بين القتلى رحمه الله.
ثم تمسك المصور بحلوان فقاتله أهلها ، وساعدهم حجاج أهل خراسان ، وقتلت مساور منهم نحو أربعمائة لعنه الله..
كما قتل العديد من رجاله.
وبقي في شوال ثلاثة أيام قتل واصف التركي وأراد الجنرالات نهب منزله في السمرة ومنازل أبنائه لكنهم لم يتمكنوا من ذلك ، وحوّل الخليفة ما كان عنده إلى طاغية. الشرابي..
وفي ليلة الرابع عشر من ذي القعدة من هذا العام خسوف القمر حتى اختفى معظمه وغرق نوره ، وفي نهاية خسوفه محمد بن عبد الله بن طاهر نائب العراق في بغداد مات. كان مرضه تقرحات في رأسه وحنجرته ، فذبحته ، ولما أحضر للصلاة عليه اختلف أخوه عبيد الله وابنه طاهر ، فتنازعوا الصلاة عليه حتى تم سحب السيوف ورشق الناس بالحجارة ، صاح الغوغاء: يا طاهر يا منصور.
فالتفت عبيد الله إلى الجهة الشرقية ، ومعه الجنرالات وأقدم الناس ، فدخل بيته وصلى عليه ابنه ، وورثه أبوه..
ولما علم المعتز بما حدث ، أرسل بالخلع والولاية إلى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر ، فأطلق عبيد الله خمسين ألف درهم لمن قدم الخلع..
وفيه نفى المعتز أخيه أبو أحمد من سر من رآه إلى واسط ثم إلى البصرة..
ثم عاد الى بغداد ايضا.
يوم الاثنين بينهم جلخ ذو القعدة وموسى بن باغا الكبير والحسين بن أحمد الكوكبي الطالب الذي خرج في السنة الواحدة والخمسين ، اجتمعوا في قزوين وتقاتلوا. بشراسة هُزم الكوكبي وأخذ موسى قزوين وهرب الكوكبي إلى الديلم..
وذكر ابن جرير عن بعض الذين حضروا هذه الواقعة: أنه لما التقى الكوكبي أمر أصحابه بالاحتماء بالحجف ولم تنفع السهام عليهم فأمر موسى بن بوغا أصحابه. في ذلك الوقت أسقطوا ما كان عندهم من الزيت ، ثم حاولوا وأظهروا لهم أنهم قد هزموا أمامهم ، فتبعهم. أصحاب الكوكبي ، وعندما توسطوا في الأرض التي يوجد فيها الزيت ، أمر بإطلاق النار عليها ، وجعل الزيت يحرق أصحاب الكوكبي ، فسرعوا بالفرار ، وهاجمهم موسى وأصحابه. ، لذلك قتلواهم بقتل عظيم. وهناك حج على الناس عبد الله بن محمد بن سليمان الزينبي.
وهناك مات من الأعيان
ابو العشاث.
وأحمد بن سعيد الدرمي.
سري السقاطي: من كبار مشايخ الصوفية. تلميذ معروف الكرخي.
رواه هاشم وأبو بكر بن عياش وعلي بن عرب ويحيى بن يمان ويزيد بن هارون وغيرهم..
عن ابن أخيه الجنيد بن محمد.
أبو الحسن النوري ، ومحمد بن الفضل بن جابر السقاتي ، وفرقة. وكان لديه متجر يتاجر فيه ، فمرّت جارية ، وتحطمت معها إناء ، لتشتري شيئًا لأسيادها..
قال سري: مررت يوم العيد ، فلو كان معروف معه وهو شاب أشعث ، قلت: ما هذا؟
قال: هذا كان يقف مع الصبيان يلعبون بالجوز وهو يفكر فقلت له: لماذا لا تلعبون وهم يلعبون؟
قال: أنا يتيم وليس عندي شيء أشتري به جوز لألعب به.
لذلك أخذته لجمع المكسرات ليشتري بها المكسرات التي سيكون سعيدًا بها.
قلت: ألا ألبسه وأعطيه ما يشتري به الجوز؟
قال: أم تفعل؟
وقلت: نعم.
قال: خذها أغنى الله قلبك.
قال سري: لذلك أصبح العالم صغيرًا بالنسبة لي ، حتى لو كان أصغر شيء.
فلما كان عنده لوز ، وساومه رجل على كرة بثلاثة وستين دينارًا ، ثم ذهب الرجل فرأى لوزًا بقيمة تسعين دينارًا ، فقال له: سأشتري منك كرة مقابل تسعين دينارًا..
قال له: ساومتك على ثلاثة وستين ديناراً ، ولا أبيعها إلا من أجل ذلك. قال الرجل: أشتري منك بتسعين دينار..
قال: لا أبيعها لك إلا بما ساومت عليه.
فقال له الرجل: نصيحتي أن أشتري منك بتسعين ديناراً.
وذهب ولم يشتر منه.
ذات يوم أتت امرأة إلى سري وقالت: ابني أخذ من قبل الحراس ، وأود منك أن ترسله إلى صاحب الشرطة حتى لا يتعرض للضرب..
قال لها: إني بحاجتك فقط.
فلم يرَ جلوسه الذي يصلي فيه حتى أتت امرأة لتلك المرأة وقالت لها: بشرى أن ابنك قد طلق وها هو في البيت..
لذلك التفت إليه.
قال سري: أريد أن آكل طعاماً لا إثم فيه على الله ، ولا نعمة فيه.
لا أجد طريقة للقيام بذلك.
وفي رواية عنه قال: أشتاق للخضر منذ ثلاثين سنة ولكني لا أستطيع.
وقال: احترق سوقنا ، فذهبت إلى المكان الذي كان فيه متجري ، وقابلني رجل وقال: اكرز ، فقد تم تسليم محلك..
قلت: الحمد لله.
ثم ذكرت ذلك الحمد عندما شكرت الله على سلامة عالمي ، وأنني لم أعز الناس بما هم فيه ، لذلك كنت أستغفر الله منذ ثلاثين عامًا..
رواه الخطيب على مرجعه.
فقال: صليت ورودي ذات ليلة ، ثم مدت رجلي في المحراب ، وقلت: يا سري ، كيف تجلس مع الملوك؟
قال: فضمنت رجليّ وقلت: بمجدك لم أمدّ ساقيّ قط. وقال الجنيد: ما رأيت من عباد السير السقاتي.
مرت ثمانية وتسعون عامًا على رؤيته مستلقيًا إلا في سبب الوفاة. وروى الخطيب عن أبي نعيم عن جعفر الخالدي عن الجنيد فقال: دخلت عليه لأزوره فقلت: كيف تجدك؟
و قال:
كيف أشتكي لطبيبي عما أصابني ** وما حدث لي من طبيبي
قال: فأخذت المروحة لتذهب إليه ، فقال: كيف يجد روح المروحة من داخله تحترق من الداخل؟
ثم ثبت يقول:
القلب يحترق ، والدموع ترقب ** ، والضيق مشترك ، والصبر مفترق
فكيف يكون القرار لمن لا قرار له ** مما حصده من شوق وشوق وقلق
يا رب إن كان لي شيء فيه راحة ** فكن شاكرا لي به ما دمت عندي شوق
قال: فقلت له: نصحني. قال: لا ترافقوا الأشرار ، ولا تشغلوا عن الله بالجلوس مع الصالحين..
وذكر الخطيب وفاته يوم الثلاثاء ستة تخلو من رمضان سنة مائتين وثلاث وخمسين بعد أذان الفجر ، ودفن بعد الظهر في مقبرة الشوينزي ، وقبره هو. ظاهر ومعروف وبجانبه قبر الجنيد..