الهروب من المصير المشئوم اخطر ما يواجه الرئيس الامريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، فالاثنان غرست اقدامهما فى الوحل ، و تلطخت ايديهما بالدماء ، جراء حرب غزة ، فقد بدا المعركة ولا يعرفان كيفية انهائها ، واشعلا النيران ولا يريدان اطفائها ، وكابوس بدلة السجن يقلق مضاجع نتنياهو ، بينما هاجس السقوط فى الانتخابات الامريكية يطارد ” بايدن “.
السفاح الاول نتنياهو او “بيبي” كما يلقبونه و الذى حكم إسرائيل لمدة ١٦ عاما ،يواجه أيام ثقيلة وأسئلة صعبة كما قال حول عملية ” طوفان الأقصى ” ، والتي عمقت من أوجاعه وشكلت ضربة قاصمة لمستقبله السياسي
الحقيقة ان “البيبى” يواجه من قبل معركة ” طوفان الأقصى ” مشكلات اقتصادية وسياسية بخلاف صراع ساخن مع مؤسسة القضاء على خلفية قانون “الإصلاحات القضائية” المثير للجدل، والذي يحد من صلاحيات المحكمة العليا، وأدى ذلك إلى اشتعال الاحتجاجات ضد حكومتة ، بخلاف قضايا فساد ،فضلا عن التجاذبات السياسية بين الاحزاب السياسية ، كلها عواصف تضرب الكيان الإسرائيلي وتنذر برياح التفكك الوطنى ،وهى متاعب دفعت الإسرائيليين للنزول فى الميادين فى مظاهرات تندد بسياسة البيبى .
زنزانه السجن كابوس مخيف لنتنياهو والخوف من أفول مستقبله السياسي يدفعه إلى انتهاج سياسة الهاوية ، فالاتهامات السياسية بتهمة فشل التعامل مع هجمات طوفان الأقصى جاهزة ،بينما الإتهامات الجنائية على خلفية قضايا الفساد حسمت ، والمخرج إطالة امد الحرب وسفك مزيد من الدماء ليشفى غليل المتطرفين ويثبت مكانته كصقر من صقور الليكود .
الشواهد تؤكد أن “البيبى “فشل فى تحقيق أي من أهداف حربه على غزه فلم يقضى على المقاومة ولم يحقق امنا لاسرائيل ولم يرجع الاسرى الإسرائيليين ، وشعبيته تدهورت بشكل كبير ، وأظهر استطلاع رأي أجرته جامعة بار إيلان الإسرائيلية، أن أقل من 4% من الإسرائيليين يثقون فى بنيامين نتنياهو باعتباره مصدرا للمعلومات الموثوقة بشأن حرب غزة، بينما وضح 84% من الإسرائيليين إلى أن هناك “كارثة قيادية”، فيما ذكر الثلثان أن كارثة “طوفان الأقصى ” كانت أسوء من حرب اكتوبر عام 1973.
سقوط نتنياهو يصحبه سقوط حزب الليكود جراء سياسة ” بيبي” وبحسب استطلاع راى نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، تراجع حزب “الليكود” إلى 17 مقعدا في الكنيست بعد أن كان 18 مقعدا في الانتخابات الأخيرة، في المقابل حصل حزب “أزرق أبيض” لبيني جانتس،على 42 مقعدا في الاستطلاع، وهو رقم قياسي منذ تشكيله ،وفي حالة إجراء الانتخابات بعد الحرب لن يتمكن الليكود وحلفاؤه اليمينيين من تشكيل الحكومة، حيث من المتوقع حصولهم مجتمعين على 42 مقعدا ، ووفق نفس الاستطلاع، فإن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” السابق، يوسي كوهين، هو الأوفر حظا لقيادة الليكود مستقبلا، بحصوله على نسبة 24%، متفوقا بمقدار الضعف على وزير الدفاع الحالي، يوآف جالانت، الذي حاز على 12 %.
اما السفاح الثانى بايدن صاحب المقولة الخالدة لو لم تكن هناك إسرائيل لاخترعنا،فبدا يشعر بكارثة الدعم السافر لسياسة شريكة ” البيبى “،فقد ظهر استطلاع رأى أجرته شبكة “إن بى سى نيوز” الأمريكية أن شعبية ” جو” تراجعت إلى 40% في ظل رفض الناخبين للسياسة الخارجية لإدارة بايدن للحرب في غزة، ولأول مرة بحسب هذا الاستطلاع فقد تراجعت شعبية بايدن عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبل شهور من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وجاوب على الاستطلاع الناخبين الذين تترواح أعمارهم بين 18 و34 عامًا، فقد رفض 70% منهم طريقة تعامل بايدن مع الحرب فى غزة.
الانتقادات لبايدن جاءت من الدوائر القريبه منه البنتاجون والخارجية محذرة من سياسة العزلة وخسارة حلفاء استراتيجين فى الشرق الأوسط فضلا عن مظاهرات الداخل الامريكي وفقد الاصوات العربية فى الانتخابات الامريكية المقبلة .
الحقيقة أن شهر العسل بين بايدن ونتنياهو انتهى والعلاقة بينهما وصلت لمرحلة الخلاف ، مع الانتقادات الدولية للمجازر الإسرائيلية الوحشية، وعنف المستوطنين بالضفة الغربية والموافقه على صفقة الاسرى ووقف إطلاق النار وإقامة ممرات إنسانية، ومستقبل غزة ورفض بايدن فكرة احتلال القطاع
الحقيقة ان “بيبى” و”جو” غرقا فى بحور الدماء والتى ستتحول الى لعنة على مستقبلهما السياسى ، فنتيناهو ينتظره السجن، والمؤشرات تؤكد ان بايدن تعد مرحلة الكهولة ووصل إلى مرحلة الخرف السياسي والتوقعات تشير إلى خسارة “جو” المنصب والخروج من البيت الأبيض حيث يرتدى بيجامته فى منزله وحيدا منبوذا.