يعيش قطاع غزة أسوأ كارثة إنسانية على الإطلاق منذ 7 أكتوبر 2023، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع عدد الشهداء والجرحى نتيجة العدوان المتواصل على القطاع والضفة، إلى 9572 شهيدا، وأكثر من 26 ألف جريح، أكثر من ثلثيهم من الأطفال والنساء والمسنين.
وأوضحت أن 9425 شهيدا ارتقوا في قطاع غزة، وأصيب أكثر من 25 ألفا، وفي الضفة ارتفع عدد الشهداء إلى 147، والجرحى إلى أكثر من 2200، وأسقطت إسرائيل أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة بما يعادل قنبلتين نوويتين.
قنبلة ذرية على قطاع غزة
ومن جانبه علق وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، صباح الأحد، على العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وقال “إن أحد الخيارات أمام إسرائيل هي إسقاط قنبلة ذرية على قطاع غزة”.
وأضاف الوزير الإسرائيلي عندما سئل عما إذا كان ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على غزة بأكملها، فأجاب: “هذا أحد الخيارات”، مضيفا: “لن نقدم مساعدات إنسانية للنا..زيين، لا يوجد شيء اسمه عدم التدخل في غزة”.
وأشار إلياهو إلى أكثر من 240 أسيرا إسرائيليا لدى حركة حماس في قطاع غزة، قائلا: “أصلي وآمل بعودتهم، ولكن هناك أيضا أثمان للحرب”.
ولم يكن إلياهو أول مسؤول إسرائيلي يدعو إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل في غزة، حيث دعا عضو الكنيست السابق، موشيه فيجلين، على حسابه بمنصة “إكس” إلى ضرب قطاع غزة بالسلاح النووي.
ودعت عضوة الكنيست، تالي جوتليف، الجيش الإسرائيلي في 11 أكتوبر الماضي، إلى “استخدام السلاح النووي” في غزة، ردا على هجوم حماس.
ودعت جوتليف إلى “الانتقام العنيف”، حيث كتبت: “صاروخ أريحا! صاروخ أريحا! إنذار استراتيجي، قبل التفكير في إدخال القوات، سلاح يوم القيامة! هذا رأيي”.
وصاروخ أريحا هو صاروخ عابر للقارات وقادر على حمل رؤوس نووية ويصل مداه إلى أكثر من 6500 كيلومتر.
ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية، الأحد، التصريحات التي أدلى بها وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، بشأن ضرب قطاع غزة بقنبلة ذرية، بـ”العنصر/ية الهمجية”.
واعتبرت الخارجية هذه التصريحات إعلانا صريحا وإقرارا واضحا بما تقوم به دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين على امتداد الجغرافيا وتحديدا المذا..بح التي ترتكب يوميا ضد المدنيين في قطاع غزة.
وأوضحت أنها انعكاسا واضحا لحملات التحريض التي ينادي بها أركان الحكم في إسرائيل لتدمير قطاع غزة وتهجير سكانها، وصفعة قوية لجميع الدول التي تناشد أسرائيل الالتزام بالقانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان وحماية المدنيين.
وأكدت أن دعوات الوزير الفا//شي الياهو، امتداد للمواقف والسياسة الاسرائيلية التي تنكر وجود الفلسطيني على أرضه وترفض الاعتراف بحقوقه وتتهرب من دفع استحقاقات السلام والالتزام بقرارات الشرعية الدولية.
وأوضحت الخارجية أن هذه التصريحات تترجم حرب الإبا..دة التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة منذ 30 يوما.
تصريح منفصل عن الواقع
وتنصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من هذا التصريح، قائلا الأحد، إن تصريحات الوزير عميحاي إلياهو بإلقاء “قنبلة ذرية على غزة منفصلة عن الواقع”.
ووفي وقت سابق زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل وجيشها يتصرفان وفقًا لأعلى معايير القانون الدولي من أجل منع إلحاق الأذى بالأشخاص غير المتورطين، معقبا: “سنواصل القيام بذلك حتى النصر”.
ويشار إلى أنه كان قد قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حصة الفرد الواحد من المتفجرات التي أسقطتها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي تتجاوز 10 كيلوجرامات.
وأضاف المرصد، في توثيق أن إسرائيل أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة بما يعادل قنبلتين نوويتين.
وأبرز الأورومتوسطي، في بيان، اعتراف الجيش الإسرائيلي بأن طائراته استهدفت أكثر من 12 ألف هدف في قطاع غزة مع حصيلة قياسية من القنابل، بحيث تتجاوز حصة كل فرد 10 كيلوجرامات من المتفجرات.
وتابع أن إسرائيل تستخدم قنابل ذات قوة تدميرية ضخمة بعضها يبدأ من 150 كيلوجرامًا إلى ألف كيلوجرام.
ونبه المرصد إلى أن وزن القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة الأمريكية على هيروشيما وناجازاكي في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945 قدرت بنحو 15 ألف طن من المتفجرات.
ومع التطور الذي طرأ على زيادة وفاعلية القنابل مع ثبات كمية المتفجرات قد يجعل الكمية التي أسقطت على غزة ضعفي قنبلة نووية، فضلًا عن أن إسرائيل تعمد لاستخدام خليط يعرف بـ”آر دي إكس” (RDX) الذي يطلق عليه اسم “علم المتفجرات الكامل”، وتعادل قوته 34. 1 قوة “تي إن تي”.
ويعني ذلك أن القوة التدميرية للمتفجرات التي ألقيت على غزة تزيد على ما ألقي على هيروشيما، مع ملاحظة أن مساحة المدينة اليابانية 900 كيلومتر مربع بينما مساحة غزة لا تزيد على 360 كيلومترًا.
ودعا المرصد إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في حجم المتفجرات وفي الأسلحة المحرمة دوليًا التي استخدمتها إسرائيل ولا تزال ضد المدنيين في قطاع غزة، ومحاسبة المسئولين عن ذلك بما يشمل من أصدر الأوامر وخطط ونفذ، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق العدالة للضحايا الفلسطينيين.
كما تم توثيق استخدام إسرائيل أسلحة محرمة دوليًا في هجماتها على قطاع غزة، ولا سيما القنابل العنقودية والفسفورية والتي هي عبارة عن مادة سامة شمعية تتفاعل مع الأكسجين بسرعة وتتسبب بحروق بالغة من الدرجتين الثانية والثالثة
لماذا الحرب هي الأشرس؟
في هذا الصدد قال المحلل السياسي الفلسطيني زيد الأيوبي، إنه بخصوص تصريحات وزير التراث الإسرائيلي والتي تقضي بأن هنالك خيار مطروح وهو القاء قنبلة ذرية على غزة، فمن الضروري معرفة أولا الأرضية التي ينتمي إليها هذا الوزير، حيث إنه ينتمي لحزب “عتسوما يهوديت” وهو حزب متطرف يميني يتزعمه بن غفير وهو إرهابي ومتطرف معروف.
ولفت الإيوبي إلى أن هذا يعكس حقيقة العقلية التي تدير المشهد السياسي الإسرائيلي وعقلية وزارة الحرب وحكومة الحرب التي تقود الحرب على غزة الآن، ويضاف لذلك أنه يجب ألا نأخذ هذا التصريح بشكل منفرد، لأن هناك تصريحات أخرى تصب في ذات الزاوية وفي ذات الاتجاه.
وأشار إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت صرح في 7 أكتوبر 2023، قائلا: “نحن نواجه حيوانات بشرية”، أي وصف الشعب الفلسطيني بالحيوانات البشرية، فهم يرون الفلسطينيين والعرب أقل منهم، ويضاف لذلك أن هنال تصريحات أيضا خطيرة مثل أريل كارنر وهو عضو في الكنيست قال: “يجب أن يفهم الفلسطينيين أن نكبتهم لا زالت مستمرة وأنها ليس حدثا عابرا وانتهى بل أنهم سيواجهون الفصل الثاني من النكبة”.
وأضاف الإيوبي – خلال تصريحات لـ”صدى البلد”، أن تصريح وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، بضرب غزة بالقنبلة الذرية أو النووية لم يكن الأول من نوعه، فسبقه في ذلك عضو الكنيست فجلن وهو شخصية سياسية معروفة جدا، وله تأثير لدى صناع القرار، والذي قال في أول أيام الصراع أسقطوا عليهم قنبلة يوم القيامة، مشيراً إلى أن قنبلة يوم القيامة بالنسبة للإسرائيليين هي ذاتها القنبلة الذرية.
ولفت: كما دعت تالي غودليس وهي عضو في الكنيست من اليمين المتطرف الإسرائيلي، إلى ضرورة الضرب بالقنبلة الذرية؛ لزيادة ثقة المواطن الإسرائيلي بفكرة أن دولة إسرائيل قادرة على توفير الأمن له ولحماية فكرة الاستيطان التي قامت عليها الدولة العبرية من اللحظة الأولى، وبالتالي تصريح وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو ليس غريبا لكن خطورته تكمن في توقيته وأنه يأتي في ظل حرب.
وأكمل: هذه التصريحات تعكس العقلية المتطرفة الدمو/ية التي تسيطر على المشهد السياسي الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الإسرائيليين مُصرين على أن يتبعون مبادئ وتعاليم مؤسس التطرف اليهودي والتعاليم الدمو//ية الصهيونية “زئيف جابوتنسكي” وهو الذي أسس لهذا النهج من حيث استسهال قتل الفلسطينيين وإعدامهم عندما أقنعهم بأن قت//ل الفلسطينيين فيه تقربا إلى الله وأنه وجد الفلسطينيين كي يتم قت//لهم.