نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، مساء أمس الأربعاء، ضمن فعاليات الدورة السادسة لمعرض دمنهور للكتاب، المنعقد حاليا بمكتبة مصر العامة في دمنهور، ندوة بعنوان «ليلة في حب السيد إمام»، بمشاركة كل من الكاتب محمود خير الله، والكاتب طارق إمام، والدكتور عيد بلبع، وأدار الندوة كمال اللهيب.
وبدأ اللهيب حديثه مشيدا بمعرض دمنهور للكتاب، والحديث عن السيد إمام، الذي سيظل حاضرا في قلوب محبيه، وتلاميذه، الذي يعد علامة بارزة من أعلام محافظة البحيرة والعالم العربي.
ولفت إلى أن الراحل السيد إمام، تصدى لمرضه بشكل كبير، وتمتع بروح الشباب الساخر حتى آخر لحظاته.
وقال اللهيب، إن الراحل كان غير تلقيدي، ومن أكثر الرجال شجاعة، وجمالا، ولد في مارس 18945 وفارق عالمنا في مارس 2023، واتجه بعبقرية غزيرة في مشروعه الأدبي وعكف على ترجمت العديد من الأعمال المهمة، وأثرى المكتبة العربية بأعمال كان لا بد من تواجدها فيها، ومن بين مؤلفاته: ألف ليلة وليلة أو الليالي العربية لأورليش مارزوف وريتشارد فان ليفن (قام بالتقديم مع الترجمة)، وأقنعة بارت لجوناثان كلر، والشعرية البنيوية لنفس الكاتب، وتعليم ما بعد الحداثة – المتخيل والنظرية لبرندا مارشال، والعولمة – نص أساس لجورج ريتزر، وقاموس السرديات لجيرالد برنس، ومن كتب الكاتب والفيلسوف المصري الأمريكي إيهاب حسن، كتاب تحولات الخطاب النقدي لما بعد الحداثة (قام بالإعداد مع الترجمة)، وترجم له: الخروج من مصر- مشاهد ومجادلات من سيرة ذاتية، النقد النظير- سبعة تأملات فى العصر، أوديب أو تطور ما بعد الحداثة.
وأضاف أن السيد إمام امتلك الحب، وحب الحياة فأحبته، لأنه كان يتميز بالصدق في كل ما يقوله، ويكتبه.
وقال الدكتور عيد بلبع، أستاذ النقد والبلاغة: “عاصرت السيد إمام لفترة طويلة، وتقابلنا لمرات عديدة سواء في ملتقيات ثقافية، وأدبية، أو غيرها، وفي كل هذه المناسبات كنا نقضي الفترة في أحاديث مستمرة بأكثر جسامة وعمقا من أحاديث القاعات، وكنا لا تكاد ننام الليل من كثرة الأحاديث”.
وأضاف أن السيد إمام له باع طويل في الترجمة، الذي ساهم به في رفع الوعي لدى الكثير من المبدعين والمهتمين بالأدب والثقافة الغربية، مطالبا بعمل أبحاث ورسائل ماجستير عن السيد إمام، لأن تجربته بها الكثير والكثير مما يستدعى ذلك.
وأوضح أن ترجمة السيد إمام لأي عمل لا تحتاج إلى ترجمة أخرى، نظرا لدقته وصدقه وأخلاقه القوية في الترجمات التي أجراها، مقترحا بتنظيم حلقة نقاشية بين طلاب الجامعة في دمنهور للراحل السيد إمام، فضلا عن إجراء العديد من الأبحاث لطلاب الجامعة عن الراحل.
من جانبه تحدث الكاتب والشاعر محمود خير الله، عن علاقته بالراحل السيد إمام، وعن إبداعه وترجماته.
وقال خير الله، إن الراحل السيد إمام يعتبر واحدا من آباء الثقافة المصرية، ولا يستطيع أحد في لقاء واحد بالإنجاز بكل ما قدمه الراحل، لافتا إلى أنه اهتم بترجمة السيد إمام بترجمة موسوعة ألف ليلة وليلة، مؤكدا أنه لم يقرأ في اللغة العربية دراسة تلم بالشمول بما تحتويه ألف ليلة وليلة، التي تركت أثرا في الثقافة الأوروبية، وأخذت جزاء من حقها في الثقافة العربية حينما حصلت الدكتورة سهير القلماوي على درجة الدكتوراه بدراسة عن ألف ليلة وليلة.
وأضاف أن السيد إمام أعاد تفسير ألف ليلة وليلة، لما له من أسلوب خاص وفريد في الترجمة، وتخصص في ترجمة الأعمال الفكرية المهمة، لإلمامه بعدة مجالات، فجهده كبير في مجال الترجمة.
وأوضح نجل السيد إمام الروائي طارق إمام، أنه في مثل هذه الأيام من العام الماضي، كان السيد إمام متواجدا في المعرض ومشاركات في فعالياته، لافتا إلى أن الحديث عن والده بالنسبة له أمر صعب.
وقال إن السيد الإمام كان يعمل على العديد من المعاني منها الحرية، فشكل الراحل العديد من الأجيال المختلفة، لافتا إلى هناك العديد من الجوانب في حياة السيد إمام، منها المناضل والسياسي والمبدع والصحفي والمدرس والاجتماعي وغيرها من الجوانب.
وأضاف أن السيد إمام خلال فترة تدريسه في الثانوية العامة كان يعطي دورس خصوصية لبعض الطلاب، وكان لا يحصل على مقابل من أغلب هؤلاء الطلاب، وكان يصطحب الطلاب إلى الإسكندرية لتخفيف عبء ضغوط الثانوية العامة عليهم، موضحا أن لم يرث عن والده غير القليل.
وأكد أن والده كان خطأ أيضا، وأبهر بخطه العديد من الخطاطين المتخصصين، لافتا إلى أن والده قدم كتابا يتمنى أن يصدر قريبا عن جيل السبعينيات في مجال الشعر، يضم العديد من المقالات المهمة حول شعراء هذا الجيل.
وأوضح أن السيد إمام كان يعتبر أن دور المترجم مثل دور المكتشف والناقد، فكان متجاوزا لهذا الدور، لافتا إلى أن والده كان عندما يستلم نسخة من الكتب التي يترجمها لا يفتحها لأنه كان يعتبره مشروعا وانتهى ويلتفت للمشروع الذي يليه.
وأعلن طارق إمام، أن الأيام القادمة ستشهد تدشين جائزة السيد إمام للنقد الأدبي، لخدمة الثقافة والإبداع المصري.