قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن هناك منطقة في دماغ الإنسان يُطلق عليها «اللوزة»، تتحكم في الاستجابة للخوف، موضحًا أنه قد يكون لدى الأشخاص ذوي «اللوزة مفرطة النشاط» استجابة عالية للخوف، ما يسبب زيادة القلق في المواقف الاجتماعية.
وأضاف المهدي ، خلال الصالون الثقافي الـ 19 حول «دور الأسرة في الحماية من الرُّهاب الاجتماعي»، الذي يعقده مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ، أن اضطرابات القلق قد تكون متوارثة في العائلات، ولكن ليس من الواضح تمامًا مقدار ما يكون ناتج منها عن عوامل وراثية ومقدار ما يكون منها سلوك مكتسب، وأحيانا يكون هناك أيضًا ارتباط بين اضطراب القلق الاجتماعي عند الآباء والأمهات الذين تبدو عليهم سلوكيات قلقة في المواقف الاجتماعية أو أكثر سيطرة أو حرصًا على أطفالهم، محذرًا من منع الأطفال من التعامل مع الواقع، وذلك من أجل إكسابهم خبرات التعامل مع الغير وإعطائهم فرصة للتعبير عن الذات.
من جانبه دعا الدكتور أسامة الحديدي، المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، الآباء والأمهات إلى ضرورة الاستماع إلى أبنائهم وتبادل الرؤى معهم، والعمل على زرع الثقة داخلهم، والصبر عليهم عند الخطأ، مؤكدًا أن سيدنا رسول الله ضرب أوروع الأمثلة في التعامل مع الأبناء والأطفال، وتعليم الأبوين كيفية احتوائهم، فقد كان أكثر الناس عطفًا وحنانًا عليهم، وكان خير من قام بتربية المجتمع على منع التنمر والسخرية من الغير، أو الاستعلاء بالنعم عليهم لحفظ نفوسهم من الانكسار، الذي يحول بينهم وبين التعامل السوي مع الناس، مؤكدًا أن الحوار مع الأبناء ووضع الطفل موضع المسؤولية والثقة فيه تصنع منه مسئولًا، وتكسبه ثقة في التعامل مع المجتمع، وهذا يسمى بـ«هداية التجربة»، والتي تعد أكثر من ربع العلم.
وأوضحت الدكتورة حنان سعيد، مدرس علم النفس بجامعة الإسكندرية، أن «الرهاب الاجتماعي» هو خلل أو اضطراب نفسي يشعر فيه المصاب بخوف شديد ورهبة في المواقف الاجتماعية نتيجة القلق من حكم الآخرين عليه، أو خوفه من تعرضه للإحراج والإهانة، حيث من الممكن أن يتجاوز هذا الخوف مراحل متقدمة لا يستطيع حين يصل إليها القيام بواجباته وأعماله اليومية، وربما يصل الأمر إلى امتناع الشخص عن الخروج من المنزل للعمل أو الدراسة، بما يؤثر على حياته الشخصية وعلاقاته وأنشطتة.
وأكدت أن الأسرة تلعب دورًا رئيسيًّا في وقاية أو إصابة الأطفال بالرهاب الإجتماعي، حيث إن قسوة الأبوين، كلاهما أو أحدهما، تجاه الأبناء، وخاصة في أسلوب التعامل مع الآخرين وحدود ذلك، تصيبهم بالرهاب الاجتماعي، الأمر الذي يجعلهم خائفين من التفاعل مع الغير، فالإنسان المصاب باضطراب القلق الاجتماعي، يكون من العسير عليه تحمُّل التجارب اليومية الشائعة.