قال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، وعضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن المنطقة بصدد أزمة ممتدة وهيكلية في منطقة الشرق الأوسط، وما يحدث في الشرق الأوسط لا يقتصر على الشرق الأوسط فحسب، وإنما يكون له امتدادات تمس العالم والاقتصاد العالمي.
جاء ذلك خلال كلمته بورشة عمل “المعادلات المتغيرة للصراع والأمن في الشرق الأوسط”، والتي ينظمها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.
وأضاف: “بعدما كان هناك توجه لتسليط التركيز على منطقة آسيا، أرى أن هناك ما يسمى للعودة للشرق الأوسط، وذلك في ضوء الأزمات في المنطقة”، موضحا أنه لفترة ليست بالقصيرة من الزمن في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، كان هناك توجه لفصل القضية الفلسطينية عن قضايا المنطقة، ولكن اتضح أن هناك ارتباطا كبيرا بين القضية الفلسطينية وباقي القضايا في المنطقة”.
ونوه أستاذ العلوم السياسية إلى أن الأزمة كاشفة لطبيعة النظام الدولي الذي نعيش فيه، مشيرا إلى أنه لا يوجد ولا توجد مؤسسات دولية حريصة على تطبيق هذه القواعد، بالإضافة إلى أن هناك سقوطا أخلاقيا للغرب، كما يتسم النظام الدولي بالضعف، نتيجة السقوط الأخلاقي للغرب وازدواج المعايير.
وأشار إلى تراجع الدور القيادي للولايات المتحدة الأمريكية حيال أزمات منطقة الشرق الأوسط، كما لا توجد قوى كبرى أخرى توجد في العالم تملأ هذا الفراغ الأمريكي.
ولفت إلى أن الحديث عن الانتقال إلى نظام متعدد الأقطاب يحتاج إلى مراجعة، فالتعبير الأفضل نظام دولي غير قطبي وليس متعدد الأقطاب، معقبا بأن هناك تحولا من العالمية نحو الإقليمية، فالعالم منقسم إلى أقاليم مختلفة، فكل إقليم له تفاعلات بعيدة عن تأثير القوى الكبرى والقوى الإقليمية هي اللاعب الأساسي.
وتابع: “إننا بصدد مشروع إسرائيلي واضح الملامح يحظى بمساندة أمريكية، والمسألة لم تكن تتعلق بعودة الرهائن، والتهدئة، هناك مشروع إسرائيلي يستهدف تغيير بنية الإقليم ووضع قواعد جديدة له، كما أن هدف المشروع الإسرائيلي تحييد النفوذ الإيراني في المنطقة، وفرض رؤية تستند على القوة العسكرية الإسرائيلية والقوة الاقتصادية لعدد من الدول العربية، وهذا المشروع يحظى بمساندة أمريكية”.
وتحدث عن الانتخابات الأمريكية، مشددا على أن كاملا هاريس لا تستطيع إحداث تغيير كبير في السياسة الخارجية الأمريكية حيال الشرق الأوسط في حال فوزها في الانتخابات الامريكية، وكل ما تستطيع فعله هو إضافة البعد الإنساني للقضية الفلسطينية.
وألمح إلى أن وجود مشروع إسرائيلي أمريكي لا يعنى بالضرورة نجاح هذا المشروع، والشاهد على ذلك أن المشاريع التي تمت في أعقاب 11 سبتمبر لم يكتب لها النجاح.
وذكر أنه لا بد من وجود طرح لرؤية بديلة، وأن تقوم مصر بإجراء حوار مع القوى الإقليمية كالمملكة العربية السعودية وتركيا ولا مانع من إيران، ولا بد من أن تكون هذه الحوارات لا تقتصر على القضايا الثنائية، وجزء منها التوافق على رؤية بديلة لمستقبل المنطقة.