تراجعت أسعار الذهب خلال تداولات اليوم الثلاثاء بعد المكاسب التي سجلتها أمس، وسط انتظار الأسواق لصدور بيانات التضخم الأمريكية هذا الأسبوع كونها تعد أحد الركائز التي يعتمد عليها البنك الفيدرالي في اتخاذ قرارات السياسة النقدية.
وبلغت أسعار الذهب الفورية وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون مستوى 1920 دولار للأونصة حيث انخفض اليوم بنسبة 0.1% وذلك بعد أن سجل يوم أمس أعلى مستوى منذ 4 جلسات ليصل إلى 1930 دولار للأونصة، قبل أن يفقد جزء كبير من المكاسب عند الاغلاق.
واستغل الذهب عمليات البيع لجني الأرباح على الدولار الأمريكي التي حدثت أمس، ولكن اليوم عاد الدولار إلى التماسك من جديد وأصبح تركيز الأسواق على بيانات مؤشر أسعار المستهلكين التي تصدر يوم غد.
ومن المتوقع أن تظل تحركات الأسواق ضعيفة على نطاق واسع حتى صدور بيانات التضخم يوم غد، حيث تشير التوقعات إلى أن التضخم قد لا يظهر تراجعا خلال شهر اغسطس الأمر الذي يمنح البنك الاحتياطي الفيدرالي خيار إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير لفترة أطول، خاصة أن بقاء التضخم الأساسي ثابت سيبقي الذهب تحت ضغط سلبي.
من جهة أخرى ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية خلال تداولات اليوم بنسبة 0.2% ليعوض معظم الخسائر التي سجلها مطلع هذا الأسبوع، يأتي هذا بعد أن ارتفع الدولار لثمانية أسابيع متتالية مسجلاً ارتفاع منذ بداية شهر سبتمبر بنسبة 1.1%.
ارتفاع الدولار ساهم بشكل أساسي في زيادة الضغط السلبي على أسعار الذهب، هذا بالإضافة إلى تداول عوائد السندات الأمريكية بالقرب من مستويات قياسية، فقد ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات منذ بداية شهر سبتمبر بنسبة 4.1% لتشهد ارتفاع للشهر الخامس على التوالي، حسب جولد بيليون.
يتأثر الذهب بشكل سلبي من ارتفاع عوائد السندات الحكومية الأمريكية وارتفاع مستويات الدولار بسبب كونه أصل لا يقدم عائد لحائزيه وبالتالي يتراجع الطلب عليه لصالح الاستثمار في أسواق السندات التي تقدم عائد يرتفع بارتفاع أسعار الفائدة.
جدير بالذكر أن الأسواق تسعر احتمال بنسبة 92% أن يقوم البنك الفيدرالي خلال اجتماعه الأسبوع القادم بتثبيت الفائدة دون تغيير، واحتمال آخر بنسبة 43% أن يقوم البنك برفع الفائدة خلال اجتماعه في نوفمبر.
معاناة صناديق استثمار الذهب مستمرة في أغسطس
صدر عن مجلس الذهب العالمي بيانات صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، ليظهر استمرار خروج الاستثمارات من الصناديق خلال شهر أغسطس، الأمر الذي يعكس الضعف الذي شهده أسعار الذهب مؤخراً.
صندوق SPDR الاستثماري المدعوم في الذهب والذي يعد أكبر صندوق للذهب في العالم أظهر خروج استثمارات خلال أغسطس بمقدار 22.8 طن ذهب ليصل مجمل ادارته إلى 889.8 طن من الذهب.
منذ بداية العام وحتى الآن ارتفع أداء الصندوق بنسبة 4.98% منخفضا أداؤه من أعلى من 9% خلال الأشهر القليلة الماضية، بينما وصل مجمل أصول الصندوق إلى 55.6 مليار دولار بعد أن خرج منذ بداية العام 1.5 مليار دولار تقريباً.
السبب الرئيسي وراء خروج الاستثمارات من صناديق الذهب كان الارتفاع الكبير في عوائد السندات، فالسندات بأجل قصير تخطى العائد الخاص بها 5% بما يعني أنه من الأفضل للمستثمرين الاقبال على هذه السندات مقارنة بالذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
فالأسواق على ثقة أن الاقتصاد الأمريكي متماسك بشكل كبير حيث تراجعت من الأسواق التوقعات الخاصة بالركود المحتمل للاقتصاد الأمريكي، وحل بدلا منها توقعات تفيد حدوث هبوط سلس للاقتصاد، وفق جولد بيليون.
ليعمل هذا على زيادة الثقة في أسواق السندات قصيرة الأجل على حساب استثمارات الذهب، خاصة أن التضخم المتماسك زاد من التوقعات أن أسعار الفائدة ستستمر عند أعلى مستوياتها منذ أكثر من 20 عام لفترة أطول من الوقت.
أسعار الذهب في مصر
شهدت أسعار الذهب في مصر يوم أمس تحركات ضعيفة مستمرة منذ فترة في الأسواق، وذلك في ظل توازن بين العرض والطلب في الأسواق بالإضافة إلى استقرار في سعر صرف الدولار في السوق الموازية الأمر الذي دفع الأسعار إلى تحركات عرضية في نطاقات ضيقة للغاية.
اليوم افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً الجلسة عند المستوى 2195 جنيه للجرام دون تغير عن سعر اغلاق الامس حيث تستمر الأسعار في تحركاتها الضعيفة، بينما سجل الجنيه الذهب اليوم 17560 جنيه.
الأسواق المحلية تشهد توازنا مؤخراً بين العرض والطلب، وذلك بسبب تراجع الطلب الموسمي على الذهب خلال هذه الفترة الأمر الذي جعله يتوازن مع المعروض بشكل مناسب، خاصة في ظل غياب العوامل التي تدفع الأسواق إلى التحرك بشكل كبير.
من جهة أخرى كان قد أعلن مجلس الذهب العالمي بيانات تفيد ارتفاع احتياطي مصر من الذهب منذ بداية عام 2023 وحتى نهاية مايو الماضي بمقدار 0.2 طن من الذهب، ليصل إجمالي احتياطي مصر من الذهب عند 125.9 طن تقريباً.
احتياطي مصر من الذهب يمثل 24.4% من مجمل الاحتياطات، وجاءت الزيادات في الاحتياطي خلال شهر مارس 2023 بمقدار 0.1 طن من الذهب وبمقدار 0.1 طن في شهر مايو 2023. يأتي هذا بعد ارتفاع احتياطي مصر من الذهب بمقدار 44.7 طن من الذهب خلال عام 2022.
سجلت مصر المركز الـ 32 على مستوى دول العالم من حيث حجم احتياطات الذهب، واستقرت عند المركز الخامس عربياً بعد كل من السعودية ولبنان والجزائر والعراق.