عثر مؤخراً على لوح طيني يحمل كتابات مسمارية باللغة الأكدية في ولاية هاتاي جنوب تركيا، حيث يُقدر عمر اللوح بحوالي 3800 عام، ويحتوي على معلومات تتعلق بـ”عقد بيع مدينة”.
وتم العثور على هذه الوثيقة التاريخية أثناء عمليات إزالة الأنقاض في “تل عطشانة” الأثري، والذي تضرر جداره نتيجة الزلزال المدمر الذي وقع في 6 فبراير الماضي.
قصر لا مثيل له
وقد تسبب الزلزال في تضرر بعض أجزاء جدار القصر في التل الأثري، الذي كان يعتبر عاصمة مملكة موكيش ألالاخ خلال العصر البرونزي الأوسط والمتأخر.
وقد قامت وزارة الثقافة والسياحة التركية بأعمال الترميم والحفاظ على التل، وذلك تحت إشراف فريق من الأكاديميين الأتراك المتخصصين في علم الآثار.
أعمال الحفر
ويتكون الفريق المكون من 25 متخصصًا في أعمال الحفر الأثري، ويترأسه الأستاذ المساعد مراد أكار، من قسم علم الآثار في جامعة “هاتاي مصطفى كمال” التركية.
وتشير الفحوصات الأولية التي قام بها الفريق إلى أن الكتابات على اللوح تحتوي على معلومات حول اتفاقية تمت بين ياريم-ليم، الذي كان الملك الأول لمملكة ألالاخ، لشراء مدينة أخرى.
وأكد أكار، رئيس عمليات الحفر في التل الأثري، أن “اللوح الطيني الذي تم العثور عليه بين أنقاض الجدار لا يزال سليمًا”.
قوة اقتصادية
وأشار أكار إلى أن تاريخ اللوح الأثري يعود إلى العصر البرونزي الأوسط، وأنه يُظهر أن ملوك المنطقة في تلك الحقبة كانوا ذوي قوة اقتصادية كبيرة.
وأضاف أن اللوح يحتوي أيضًا على قائمة أسماء للأشخاص الذين شهدوا على اتفاقية البيع، ومن المرجح أنهم كانوا شخصيات مهمة في المنطقة.
تاريخ مملكة موكيش ألالاخ
مملكة موكيش ألالاخ كانت إحدى الممالك القديمة في منطقة الشرق الأوسط خلال العصر البرونزي. تعود فترة حكم هذه المملكة إلى الفترة بين القرنين الـ18 والـ16 قبل الميلاد. وقد امتدت سلطتها في جنوب تركيا وشمال سوريا في تلك الحقبة.
وتعتبر عاصمة مملكة موكيش ألالاخ مدينة تل عطشانة، التي تقع في ولاية هاتاي جنوب تركيا الحالية. كانت المدينة مركزًا حضريًا مزدهرًا يحتوي على بنى تحتية متقدمة ومعابد وقصور.
وتل عطشانة كانت معروفة بتجارتها الحيوية وقوتها الاقتصادية خلال تلك الحقبة. وكانت تحظى بأهمية استراتيجية بسبب موقعها الجغرافي وتواجدها على طرق الاتصال التجاري بين بلاد الرافدين والبحر الأبيض المتوسط.
وتميزت عاصمة مملكة موكيش ألالاخ بالثقافة الفنية والعمارة الرائعة. وكانت تحتوي على مجموعة من المباني الضخمة والمعابد المزخرفة بالنقوش والرسومات الجدارية.
وبالإضافة إلى ذلك، كانت مملكة موكيش ألالاخ تمتلك نظامًا سياسيًا مركزيًا، حيث كان الملك يتولى الحكم بمعاونة المسؤولين والملوك الفرعيين في المدن الأخرى.
وبفضل الاكتشافات الأثرية والوثائق التي تم العثور عليها في تل عطشانة، تمكن العلماء من فهم واستكشاف حضارة مملكة موكيش ألالاخ وتاريخها وثقافتها ونظامها السياسي.