بعد 6 أشهر من تحليق سلطان النيادي فى الفضاء فى أطول مهمة لرائد فضاء عربى أجرى خلالها 200 تجربة علمية مع وكالات فضاء عالمية أبرزها زراعة النباتات والعلوم الإنسانية واستكشاف الفضاء.
عاد رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى الأرض، صباح اليوم برفقة طاقم Crew 6، بعد إنجازه أول مهمة عربية بتاريخ الفضاء، حيث هبطت مركبة الفضاء دراجون في البحر بالقرب في فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية، وشارك رائد الفضاء سلطان النيادي في نحو 200 تجربة علمية، خلال وجوده على متن محطة الفضاء الدولية ضمن رحلته التي استمرت ستة أشهر.
رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي
سلطان النيادي أصبح أول رائد فضاء عربي يخوض مهمة السير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية. هذا الإنجاز بات مصدر إلهام للشباب العربي والإماراتي بشكل خاص، وقد رفع مكانة الإمارات كدولة رائدة في مجال الفضاء.
واستغرقت 17:17 ساعة، والتي بدأت أمس “الأحد” 3 سبتمبر في تمام الساعة 02:05 مساء بتوقيت القاهرة، مع لحظة انفصال المركبة الملتحمة بالمحطة الدولية، بعد إنجاز أطول مهمة للرواد العرب في الفضاء، والتي استمرت 186 يوماً، وعقب الهبوط سارعت الفرق المختصة لانتشال المركبة ونقلها على متن سفينة، ومن ثم إجراء الاختبارات الطبية الأولية على رواد الفضاء ومن ضمنهم سلطان النيادي للتأكد من سلامتهم، على أن يجري نقلهم بواسطة مروحية إلى مركز كينيدي للفضاء، لإجراء المزيد من الفحوص الطبية والمباشرة بفترة إعادة التأهيل.
أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، أن رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي وفرق العمل الوطنية حققت إنجازاً إماراتياً تاريخياً وساهمت في خدمة البشرية، وقال بن زايد، في تغريدة عبر حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى “إكس”: “ولدي سلطان النيادي، الحمد لله على عودتك سالماً إلى الأرض بعد أطول مهمة عربية في الفضاء. صنعتَ مع فرق العمل الوطنية إنجازاً إماراتياً تاريخياً وساهمتم في خدمة العلم والبشرية. بكم جميعاً طموحاتنا في مجال الفضاء كبيرة ومتواصلة، العلم سلاحنا، وجهد أبنائنا ذخرنا، والتوفيق من الله.”.
وكتب الشيخ محمد بن راشد عبر حساب على المنصة نفسها: “نهنىء شعب الإمارات وجميع الشباب العربي بالعودة السالمة لسلطان النيادي لكوكب الأرض – أول رائد فضاء عربي في مهمة طويلة في محطة الفضاء الدولية. أجرى سلطان 200 مهمة بحثية علمية .. وقضى أكثر من 4400 ساعة في الفضاء .. وألهم ملايين الشباب العربي بأننا قادرون على المساهمة الإيجابية في مسيرة البشرية العلمية والحضارية”.
انجازات سلطان النيادي
شارك النيادي في البعثة الـ 69 إلى محطة الفضاء الدولية في شهر أبريل/نيسان الماضي. وأثناء هذه البعثة، قام بالخروج إلى الفضاء الخارجي لمدة تقارب الـ 7 ساعات لأداء مهام صيانة وتحديث للمحطة الفضائية، بالإضافة إلى إكمال السلسلة التحضيرية لتركيب ألواح شمسية جديدة على المحطة. تلك المهام الخارجية كانت ضرورية لضمان استدامة محطة الفضاء الدولية وتوفير الطاقة الشمسية اللازمة.
كما شارك النيادي في أكثر من 200 تجربة علمية مختلفة خلال فترة وجوده في محطة الفضاء الدولية. هذه التجارب تغطي مجموعة متنوعة من المجالات العلمية، مما يسهم في توسيع المعرفة البشرية وتقدم العلوم. من بين هذه التجارب:
أجرى النيادي دراسات حول كيفية تأثير الجاذبية الصفرية على الصحة البشرية. تضمنت هذه الدراسات تحليل وظائف القلب والأوعية الدموية والقلب والعمود الفقري وأنماط النوم لرواد الفضاء. كانت هذه الدراسات ضرورية لفهم تأثير بيئة الفضاء على جسم الإنسان وتحسين شروط العيش في المحطة الفضائية.
قام النيادي بإجراء تجربة ناجحة لإنتاج محاصيل غذائية في الفضاء. تمثل هذه التجربة خطوة هامة نحو توفير مصادر غذائية لرواد الفضاء أثناء رحلاتهم الطويلة في الفضاء واستدامة الحياة البشرية في المحطات الفضائية.
شارك النيادي في تعزيز التعاون مع 25 جامعة محلية وعالمية و10 وكالات فضاء دولية، هذا التعاون ساهم في تنفيذ تجارب بحثية بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا. من أبرز هذه التجارب تجربة “Lumina” التي درست درجات الإشعاع الفضائي بمحطة الفضاء الدولية.
أول رائد فضاء عربي
رحلة النيادي إلى الفضاء لم تقتصر فقط على إنجازات فردية، بل أسهمت بشكل كبير في تطوير الفضاء والعلوم بشكل عام. حيث ساهمت التجارب العلمية التي شارك فيها في زيادة معرفتنا بكيفية تأثير البيئة الفضائية على الجسم البشري والكائنات الحية بشكل عام. وساهمت أيضًا في تقديم حلاول للتحديات التي تواجه رحلات الفضاء الطويلة، مثل تأمين مصادر غذائية ودراسة الآثار الصحية للإشعاع الفضائي.
وقال راشد النيادي، ابن عم رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي: “نحمد الله على عودة سلطان إلى الأرض حيث تم نقله برفقة رواد الفضاء مباشرة إلى المستشفى للخضوع للفحوصات اللازمة، ومرحلة تأهيل ستستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وبعدها سيعود إلى أرض الوطن بإذن الله”.
وأضاف راشد النيادي: “كل أفراد العائلة طوال هذه الفترة تتابع سلطان خلال تواجده في محطة الفضاء الدولية ونشعر بالفخر والاعتزاز لما يقدمه لنا كل يوم من معلومات حول عالم الفضاء، أما خلال عودته كنا نترقب وصوله سالما ولا أستطيع أن أصف لكم حجم مشاعرنا عند رؤيته يخرج من المركبة الفضائية”.
وتابع راشد النيادي: “عودة سلطان تعد إنجازا كبيرا للأمة العربية ونتطلع إلى إنجازات أكبر، حيث إنّ سلطان النيادي هو البداية مستقبل مشرق لأمتنا بإذن الله”.
ووفقا للتقارير الصحفية فإن النيادى لن يعود إلى منزله قبل إتمام عدة إجراءات أولها التكيف مع الجاذبية الأرضية بعد فترة طويلة من انعدام الوزن وفحص عضلات الجسم والعظام التى ربما تضعف فى الفضاء وتدريبه على والوقوف بشكل طبيعى خاصة أن رواد الفضاء يواجهون عند النزول للأرض صعوبات فى الحركة.
أيضًا لابد من علاج بعض الأعراض مثل الغثيان والصداع التى قد تواجه رائد الفضاء من مشكلات نفسية عقب دخوله الغلاف الجوى للأرض أبرزها ضعف التفاعل مع المحيطين ومشكلات فى الإدراك وتذبذب فى المزاج العام.