بدأت العشر الأول من شهر ذي الحجة، ليكثر التساؤل عن فضلها وأعمال ذي الحجة، حيث اجتمعت الآراء على كونها أفضل أيام الأرض، وأن لياليها تعدل ليلة القدر من حيث المنزلة.
وفي التقرير التالي نوضح فضل العشر الأول من ذي الحجة، وأعمال ذي الحجة كما ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الثلث الأول منه.
أعمال ذي الحجة
كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية عن أعمال ذي الحجة، حيث أشار إلى أن الأيام العشر الأولى من ذي الحجة أيام فاضلة أقسم الله بها فقال: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، وأخبرنا رسول الله ﷺ عن فضل العمل الصالح فيها، فقال: «ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه» -يعني عشر ذي الحجة- قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: «ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ». [أخرجه البخاري]
وتابع الأزهر: يكون اغتنام هذه الأيام بشغل أوقاتها بالطاعات والعبادات، مثل:
1- ذكر الله سبحانه: قال سيدنا رسول الله ﷺ فيما يرويه عن ربه سبحانه: «أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». [متفق عليه]
2- التوبة والاستغفار: قال سيدنا رسول الله ﷺ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ». [متفق عليه]
3- صيام تسع ذي الحجة: فعن بعض أزواج النبي ﷺ رضي الله عن الجميع قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ». [أخرجه أبو داود]، وقال ﷺ عن صيام يوم عرفة يوم التاسع من ذي الحجة: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ». [أخرجه مسلم]
4- السعي إلى صلاة الفريضة في المسجد: قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَن غَدَا إلى المَسجِدِ ورَاحَ، أعَدَّ اللَّهُ له نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّما غَدَا أوْ رَاحَ». [متفق عليه]
5- تلاوة القرآن: قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ قرأَ حَرفًا مِن كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ: ألم حرفٌ؛ ولَكِن: ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ». [أخرجه الترمذي]
6- الدعاء: قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا» قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ». [أخرجه أحمد].
دعاء قيام الليل في ذي الحجة مستجاب
اللهم احفظني يا خير حافظ من كل شر، ومن كل حسد وعين، واجعلني في ضمانك وحرزك وأمانك يا أرحم الراحمين.
اللهم اصرف عنّي كل مَنْ أراد بي شرّاً، وأشغلهم في نفوسهم، وكُفّ أيديهم.
اللهم إنّي أعلم أنّه لم يصبني إلا ما كتبته علّي، وإني لا أخاف أحداً من خلقك ما دمت أنت معي، فاللهم احفظني واحرسني.
اللهم إني وكلتك أمري، وأنت حسبي ونعم الوكيل، اللهم أخرج كل داء أصاب جسدي، وردّ كيد كل عين نظرت في رزقي، واكفني شر خلقك الحاسدين. اللهم لا تجعل نفسي حاقدة حاسدة، وارقني الرضا والقناعة، ولا تجعلني أمدّ بصري إلى غيري، ورضّني بما رزقتني يا أرحم الراحمين.
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.
اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات.
اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو، فاعفُ عني.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي، صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذه الدعوات: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يُسمع، ونفس لا تشبع، ثم يقول :اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع. رواه النسائي.
اللهم أعوذ برضاك من سخطك،وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.